من الإعجاز في السنة: النهي عن اكل الجلاله والبانها
4/12/2002
يروي عن عبدالله بن عمر( رضي الله عنهما) انه قال: نهي رسول الله( صلي الله عليه وسلم) عن اكل لحم الجلاله والبانها.
والجلاله هي الحيوانات التي دابت علي اكل النجاسات والمستقذرات من الامور من مثل مخلفات واخراج الحيوانات الاخري.
وتكمله الروايه الوصيه بضروره حبس الحيوان الجلال، وعلفه بالغذاء الطاهر لفتره تتناسب مع حجمه حتي تزول ما به من نجاسات، ويعود الي حاله من النظافه والطهر تطيب نفس الانسان السوي معها باكله وشرب لبنه بلا ضرر او ضرار.
واختلف الفقهاء في سحب هذا النهي علي التحريم او التنزيه، وواضح الامر انه اقرب الي التحريم( الا في حالات الضروره القصوي)، بل ان بعض الفقهاء قد زاد القول بحرمه ركوب الجلاله خشيه ان يتعرض الراكب للتلوث بنجاسه عرقها، وغالب الراي هو كراهه الركوب تنزها من نتن عرقها.
وفي زماننا قام الانسان بموقف مشابه تماما اجبر فيه الحيوان علي اكل النجاسات والمستقذرات، فاصابه من الامراض المستعصيه ما انتقل الي الانسان عن طريق الطعام، وحمل الي السلالات بالميراث، بل وانتقل الي اعداد من الحيوانات الاليفه والبريه اما عن طريق الطعام او المخالطه.
وكان السبب في ذلك هو الشره الشديد للمكسب السريع، وعدم المبالاه باخطار مخالفه الفطره التي فطر الله المخلوقات عليها.
ففي العقود المتاخره من القرن العشرين تفتقت بعض اذهان الشياطين عن فكره تغذيه كل من الاغنام والماشيه والدواجن بفضلات ذبح الحيوانات من الدماء، والشحوم و الاحشاء ومساحيق العظام بالاضافه الي اعداد من الهرمونات طمعا في زياده انتاجها من اللحوم و الالبان والبيض.
وفي نوفمبر1986 م فوجئت بريطانيا ومن بعدها العديد من الدول الاوروبيه بانتشار عدد من الامراض المستعصيه في تلك الحيوانات التي غذيت بالبروتينيات الحيوانيه، وقد فطرها الله( تعالي) علي اكل الاعشاب و الحبوب النباتيه.
وكان من اخطر هذه الامراض ماعرف باسم مرض جنون البقر وهذا المرض يهاجم مخ الحيوان فيدمره تدميرا بتحويله الي حاله اسفنجيه منحربه ومتاكله، فيفقد السيطره علي ذاته وحركاته وبهيج هياجا شديدا حتي الموت.
وقد ثبت انتقال هذا المرض الي اكلي لحوم والبان تلك الحيوانات المصابه والي السلالات التي انتجتها مما اضطر السلطات في اوروبا الي اصدار القرار بحظر استخدام البروتينيات الحيوانيه في تغذيه كل من الماشيه و الاغنام والدواجن وذلك في سنه1988 م، وباعدام كافه الحيوانات المصابه مما ادي الي خسائر ماديه فادحه، ففي الفتره من نوفمبر1986 م حين تم تشخيص مرض جنون البقر لاول مره الي ابريل1991 م تم اعدام اكثر من سته وعشرين الف راس من البقر المصاب في بريطانيا وحدها.
ولم يتم التعرف علي مسببات هذا المرض الخطير الي يومنا هذا، وان كان يظن انه فيروس غير عادي يقاوم كل المضادات الحيويه المعروفه ودرجات الحراره العاليه، ولم يتمكن العلماء من رويته حتي تحت المجهر الاليكترونيه، ولاتتبعه عن طريق الجسيمات المضاده حيث انه لايثير ايه جسيمات مضاده في الاجسام التي يصيبها.
وحديث الجلاله الذي نطق به رسول الله( صلي الله عليه وسلم) من قبل1400 سنه، في بيئه لم يكن لها حظ من المعرفه العلميه، قد ثبتت الانسان صحته في زماننا مما يشهد له بالنبوه وبالرساله، وبانه كان موصولا بالوحي، ومعلما من قبل خالق السماوات والارض، فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.
إرسال تعليق