بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 8 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية"

من الإعجاز العلمي في السنة النبوية: هي علي رسلها لا تبرح ولا تزول
عن ابن عباس( رضي الله عنهما) ان رسول الله( صلي الله عليه وسلم) سئل: هذه المغارب اين تغرب؟ وهذه المطالع من اين تطلع ؟ فقال( صلي الله عليه وسلم): هي علي رسلها لاتبرح ولا تزول، تغرب عن قوم وتطلع علي قوم، وتغرب عن قوم وتطلع، فقوم يقولون غربت، وقوم يقولون طلعت.
ومعني هذا الحديث الشريف ان طلوع الشمس وغروبها يتبادلان علي سطح الارض باستمرار، ولايمكن ان يتحقق ذلك الا اذا كانت الارض كره او شبه كره، وكانت تدور حول محورها امام الشمس باستمرار فيتبادل الليل والنهار علي سطحها بطريقه مستمره الي ان يرث الله( تعالي) الارض ومن عليها. فمن اهم ظواهر كرويه الارض اختلاف المطالع باختلاف الافاق فكل من الشمس والقمر، وغيرهما من اجرام السماء تغرب عن قوم وتطلع علي قوم، وهي تجري في مدارات محدده علي رسلها لا تبرحها ولاتزول عنها، مصداقا لقوله تعالي:.. وكل في فلك يسبحون(يس:40) ونطق رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بهذه الحقائق الكونيه الدقيقه في زمن ساد اعتقاد الناس فيه باستواء الارض وثباتها هو من اشراقاته النبوبه الكريمه التي تشهد له بالنبوه وبالرساله، فلم يكن لاحد في الجزيره العربيه ادراك في زمن الوحي، ولا لقرون متطاوله من بعده لحقيقه كرويه الارض ودورانها حول محورها امام الشمس، او المام بمحركات كل من القمر والشمس الحقيقيه منها والظاهريه، ولقد اشار القران الكريم الي كل من كرويه الارض، ودورانها حول محورها امام الشمس، وسبحها في مدارها حول هذا النجم في العديد من اياته باشارات ضمنيه رقيقه لا تفزع البدو في صحراء الجزيره العربيه، وتحفظ الحقيقه العلميه في نفس الوقت حفظا كاملا، ومن ذلك قوله( تعالي):
1خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل علي النهار ويكور النهار علي الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمي الا هو العزيز الغفار
2 ويوكد القران الكريم في اكثر من ايه من اياته علي مد الارض، اي بسطها بغير حافه تنتهي اليها، وهذا لايمكن ان يحدث الا اذا كانت الارض كره، او شبه كره، فالمد الي ما لانهايه هو قمه التكوير، والشكل الوحيد الذي لانهايه لبسطه هو الشكل الكروي. ومن امثله ذلك قوله( تعالي): وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا
3 ويزيد ذلك تاكيد ايات القران الكريم علي المشرق والمغرب،والمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب.
4 كما تدعمه ايات سبح كل من الليل والنهار، واغشاء الواحد منهما بالاخر، وايلاج كل منهما في الاخر، واختلافهما، وتقلبهما، وسلخ النهار من الليل، ومرور الجبال مر السحاب. ذلك كله دفع بالمسلمين الي قياس محيط الارض علي زمن الخليفه المامون قياسا بالغ الدقه ايمانا منهم بكرويه الارض، وبدورانها حول محورها امام الشمس. وكان مصدر ذلك كله تلك الاشراقات النورانيه التي جاءت في كتاب الله وفي سنه رسوله( صلي الله عليه وسلم)، وكلاهما يشهد لهذا النبي الخاتم والرسول الخاتم بالنبوه وبالرساله، فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه، ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
إرسال تعليق