بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 28 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة"

الإعجاز العلمي في السنة النبوية: التلبينه مجمه لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن
يروي عن ان رسول الله( صلي الله عليه وسلم انه قال: التلبينه مجمه لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن(صحيح البخاري ومسلم)
وفي روايه اخري انه( صلي لله عليه وسلم) كان اذا قيل له: ان فلانا وجع لا يطعم الطعام، قال: عليكم بالتلبينه فحسوه اياها ويقول: والذي نفسي بيده، انها تغسل بطن احدكم كما تغسل احداكن وجهها من الوسخ او قال: انه ليرتو فواد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم، كما تسرو احداكن الوسخ عن وجهها بالماء.
والتلبينه( او التلبين) هي الحساء الرقيق في قوام اللبن يصنع من الشعير المطبوخ مطحونا بنخالته( اي من دقيق الشعير بنخالته)، وسميت بهذا الاسم لشبهها باللبن الحليب بياضا ورقه. ويشبه القمح الي حد كبير. والشعير نبات عشبي حولي.
ولفظه( مجمه)( بفتح الميم والجيم او بضم الميم وكسر الجيم) مستمده من( الاجمام) وهو الراحه بمعني انها مريحه لفواد المريض.
ومعني تذهب ببعض الحزن انها مفرحه بخاصيه فيها وحساء الشعير قاطع للعطش، مدر للبول، سهل الهضم نافع لحالات السعال وخشونه الحلق وصعوبه التنفس ولجلاء ما في المعده ولامراض الكلي والمثانه، ولاطفاء حراره الجسم بصفه عامه ولتقويه الانسجه الضامه. وقد اثبتت الدراسات الحديثه التي قام بها كل من الدكتور ماهر مهران محمد، والمهندسه سحر مصطفي كامل، والمهندس عبدالكريم التاجوري من كل من وزاره الزراعه المصريه، وكليه الزراعه جامعه القاهره، والسيده زينيا هاوريش من جامعه البرتا كندا ان الشعير يحتوي علي عدد من المركبات الكيميائيه التي تساعد علي خفض نسبه الكوليسترول في الدم من مثل ماده بيتاجلوكان والفيتامينات( ا)،( ب)،( ج)،( د)، واشباه فيتامين( ه)، والمواد الضابطه لضغط الدم، والمانعه للاكتئاب من مركبات كل من البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والفسفور والناتزيوم، والحديد، والنحاس،
والكوبالف والزنك،والمضادات للعوامل الموكسده، والانزيمات، ونقصانها في جسم الانسان يجعله سريع الغضب، وشديد الانفغال، ويملا قلبه بالاكتئاب والحزن، وقد اثبتت الدراسات الحديثه ان لهذه المركبات الكيميائيه منفرده ومجتمعه تاثيرا ايجابيا علي الموصلات بين الخلايا العصبيه مما يعين علي التخفيف من حالات الاكتئاب والميل الي الرضا وانشراح الصدر.. وطمانينه القلب. والتعبير الطبي( تخفيف حالات الاكتئاب) يكاد يكون مطابقا لما جاء في حديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) من قوله:( يذهب ببعض الحزن)، وحالات الاكتئاب تشخص اليوم بالخلل الكيميائي في جسم الانسان وعلاجه اساسا يكون بالغذاء المعالج لهذا الخلل من مثل حساء الشعير الغني بالمواد النافعه في مثل تلك الحالات.
وهنا يبدر التساول: من الذي علم المصطفي( صلي الله عليه وسلم) هذه الحقائق كلها عن حساء الشعير غير الله الخالق؟
ومن الذي كان يضطره الي الخوض في مثل هذه القضايا الغيبيه في زمانه لولا ان الله تعالي قد علمه اياها، وامره باشاعتها بين الناس لينتفعوا بها في احوال امراضهم واكتئابهم، ولتبقي شاهده له( صلي الله عليه وسلم) بالنبوه والرساله في عصر العلم والتقنيه الذي نعيشه، والذي اثبتت فيه الدراسات المكتسبه بعد مجاهدات طويله فائده الشعير في علاج العديد من الامراض البدنيه والنفسيه.
فصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه، ودعا بدعوته الي يوم الدين والحمد لله رب العالمين.
إرسال تعليق