اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

12:14 م

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 28 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة" 

الإعجاز العلمي في السنة النبوية:‏ التلبينه مجمه لفؤاد المريض‏، تذهب ببعض الحزن
يروي عن ان رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم انه قال‏:‏ التلبينه مجمه لفؤاد المريض‏، تذهب ببعض الحزن‏(‏صحيح البخاري ومسلم‏)‏
وفي روايه اخري انه‏(‏ صلي لله عليه وسلم‏)‏ كان اذا قيل له‏:‏ ان فلانا وجع لا يطعم الطعام‏، قال‏:‏ عليكم بالتلبينه فحسوه اياها ويقول‏:‏ والذي نفسي بيده‏، انها تغسل بطن احدكم كما تغسل احداكن وجهها من الوسخ او قال‏:‏ انه ليرتو فواد الحزين‏، ويسرو عن فؤاد السقيم‏، كما تسرو احداكن الوسخ عن وجهها بالماء‏.‏
والتلبينه‏(‏ او التلبين‏)‏ هي الحساء الرقيق في قوام اللبن يصنع من الشعير المطبوخ مطحونا بنخالته‏(‏ اي من دقيق الشعير بنخالته‏)، وسميت بهذا الاسم لشبهها باللبن الحليب بياضا ورقه‏.‏ ويشبه القمح الي حد كبير‏.‏ والشعير نبات عشبي حولي‏.‏
ولفظه‏(‏ مجمه‏)(‏ بفتح الميم والجيم او بضم الميم وكسر الجيم‏)‏ مستمده من‏(‏ الاجمام‏)‏ وهو الراحه بمعني انها مريحه لفواد المريض‏.‏
ومعني تذهب ببعض الحزن انها مفرحه بخاصيه فيها وحساء الشعير قاطع للعطش‏، مدر للبول‏، سهل الهضم نافع لحالات السعال وخشونه الحلق وصعوبه التنفس ولجلاء ما في المعده ولامراض الكلي والمثانه‏، ولاطفاء حراره الجسم بصفه عامه ولتقويه الانسجه الضامه‏.‏ وقد اثبتت الدراسات الحديثه التي قام بها كل من الدكتور ماهر مهران محمد‏، والمهندسه سحر مصطفي كامل‏، والمهندس عبدالكريم التاجوري من كل من وزاره الزراعه المصريه‏، وكليه الزراعه جامعه القاهره‏، والسيده زينيا هاوريش من جامعه البرتا كندا ان الشعير يحتوي علي عدد من المركبات الكيميائيه التي تساعد علي خفض نسبه الكوليسترول في الدم من مثل ماده بيتاجلوكان والفيتامينات‏(‏ ا‏)،(‏ ب‏)،(‏ ج‏)،(‏ د‏)، واشباه فيتامين‏(‏ ه‏)، والمواد الضابطه لضغط الدم‏، والمانعه للاكتئاب من مركبات كل من البوتاسيوم‏، والمغنيسيوم‏، والكالسيوم‏، والفسفور والناتزيوم‏، والحديد‏، والنحاس‏،
والكوبالف والزنك‏،والمضادات للعوامل الموكسده‏، والانزيمات‏، ونقصانها في جسم الانسان يجعله سريع الغضب‏، وشديد الانفغال‏، ويملا قلبه بالاكتئاب والحزن‏، وقد اثبتت الدراسات الحديثه ان لهذه المركبات الكيميائيه منفرده ومجتمعه تاثيرا ايجابيا علي الموصلات بين الخلايا العصبيه مما يعين علي التخفيف من حالات الاكتئاب والميل الي الرضا وانشراح الصدر‏..‏ وطمانينه القلب‏.‏ والتعبير الطبي‏(‏ تخفيف حالات الاكتئاب‏)‏ يكاد يكون مطابقا لما جاء في حديث رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من قوله‏:(‏ يذهب ببعض الحزن‏)، وحالات الاكتئاب تشخص اليوم بالخلل الكيميائي في جسم الانسان وعلاجه اساسا يكون بالغذاء المعالج لهذا الخلل من مثل حساء الشعير الغني بالمواد النافعه في مثل تلك الحالات‏.‏
وهنا يبدر التساول‏:‏ من الذي علم المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ هذه الحقائق كلها عن حساء الشعير غير الله الخالق؟
ومن الذي كان يضطره الي الخوض في مثل هذه القضايا الغيبيه في زمانه لولا ان الله تعالي قد علمه اياها‏، وامره باشاعتها بين الناس لينتفعوا بها في احوال امراضهم واكتئابهم‏، ولتبقي شاهده له‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالنبوه والرساله في عصر العلم والتقنيه الذي نعيشه‏، والذي اثبتت فيه الدراسات المكتسبه بعد مجاهدات طويله فائده الشعير في علاج العديد من الامراض البدنيه والنفسيه‏.‏
فصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه‏، ودعا بدعوته الي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏

إرسال تعليق