اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

11:58 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 20 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة" 

من الإعجاز العلمي في السنة النبوية: نعم الإدام الخل
يروي عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ انه قال‏:‏ نعم الادام او الادم الخل
وفي روايه اخري ان رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قال اللهم بارك في الخل فانه كان ادام الانبياء قبلي‏، ولم يفتقر بيت فيه خل‏.‏

وعن جابر‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ عن النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ انه قال‏:‏ نعم الادم الخل‏.‏
وفي روايه‏:‏ نعم الادام الخل و الخل نعم الادم هو قال جابر‏:‏ مازلت احب الخل منذ سمعت ذلك من رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏);‏ وقال طلحه‏:‏ مازلت احب الخل منذ سمعته من جابر‏.‏ وقد اثبتت الدراسات العلميه ان الخل مضاد حيوي جيد يمنع تسوس الاسنان‏، ويطهر الجهاز الهضمي اذ يقضي علي ما به من جراثيم وطفيليات‏، وينشط عمليات الهضم والايض في الجسم‏، ويعين علي محاربه السمنه المفرطه‏، وفي علاج كل من الربو والحساسيه‏، وحالات الاسهال الحاد‏(‏ لاحتوائه علي عدد من المواد القابضه‏)، كما يعين في علاج الم المفاصل وتلطيف اثار ولسعات النحل ولدغات غيره من الحشرات والحيوانات البحريه‏، ويعجب القارئ لهذه الاحاديث النبويه الشريفه من وصف رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ للخل بانه‏(‏ ادام‏)،و‏(‏الادام‏)‏ هو ما‏(‏ يوتدم‏)‏ به اي ما يتغذي به وما يطيب به الطعام‏، يقال‏:‏ فلان‏(‏ ادم‏)‏ الخبز باللحم اي اتخذه‏(‏ ادام‏)‏ اي طعام‏.‏ ثم ياتي العلم التجريبي ليثبت لنا ان الخل هو محلول مخفف من حمض الخليك‏(‏ في حدود‏4‏ ‏5%)‏ وهذا الحمض هو واحد من الاحماض الدهنيه البسيطه المكونه للزيوت والدهون‏، وهي من المكونات الاساسيه للطعام لقيمتها الحراريه العاليه‏، وان كان الافراط في تناول الدهون قد يكون ضارا بالصحه‏.‏ ومن هنا فان تركيز حمض الخليك في الخل بنسب تتراوح بين‏4%‏ و‏5%‏ يوحي بانه غذاء مناسب لصحه الانسان اذ يعطيه الحد الادني من الدهون النباتيه التي يحتاجها جسده‏، دون تعريضه لمخاطر التركيز العالي للدهون الحيوانيه‏، والتي قد يودي تجمعها في جسد الانسان الي العديد من الامراض‏.‏
وتناول الدهون باعتدال يعتبر من ضرورات الطعام الذي يتناوله الانسان لاحتياج جسمه اليها‏، وذلك لما لها من طاقه حراريه عاليه‏، وقدره علي بناء الخلايا باذن الله‏، ودورها في حمل الفيتامينات القابله للذوبان فيها الي جميع اجزاء الجسم‏، بالاضافه الي حاجه الجسم بصفه عامه اليها والي تحسينها لمذاق الطعام بصفه عامه‏.‏
والخل هو سائل قابض ينتج عن طريق اكسده الكحوليات في اثناء عمليه التخمر للحبوب مثل الشعير‏، وللفواكه من التفاح والعنب‏، ولعسل الدبس الناتج من عصائر تلك الفواكه‏.‏
وخل الشعير بني اللون‏، وبتقطيره ينتج الخل الابيض‏، ويستخدم الخل في عمليات التخليل المختلفه‏، وفي اعطاء الطعام نكهه خاصه‏.‏
ووصف رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الخل بانه‏(‏ ادام‏)‏ وبانه‏(‏ نعم الادام‏)‏ يعتبر سبقا علميا مبهرا لانه لم يكن لاحد من الخلق في زمن الوحي‏، ولا لقرون متطاوله بعده ادراك لقيمه الخل الغذائيه‏.‏

إرسال تعليق