اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

11:55 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 16 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة" 

من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة‏:‏ استدارة الزمان
يروي عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قوله‏:‏ ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والارض‏، السنه اثنا عشر شهرا منها اربعه حرم ثلاث متواليات ذو القعده وذو الحجه والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان‏...‏
وتاكيد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ان السنه اثنا عشر شهرا فيه لمحه علميه معجزه لان سنه اي كوكب من كوكب المجموعه الشمسيه هي الفتره الزمنيه التي يستغرقها لكي يتم دوره كامله في سبحه حول الشمس‏.‏ وطول هذه المده يحدده طول نصف قطر المدار‏(‏ اي بعد الكوكب عن الشمس‏)، وسرعه سبح الجرم السماوي وهاتان الحقيقتان ثابتتان منذ اللحظه الاولي لخلق السموات والارض لان اي تغيير في احدهما يتبعه اضطراب شديد في نظام المجموعه الشمسيه التي بقيت لعده بلايين من السنين تجري علي وتيره واحده بنظامها الذي نراه اليوم‏.‏
اما عن استداره الزمان فهو وحي اوحاه الله‏(‏ تعالي‏)‏ الي خاتم انبيائه ورسله لان العرب كانوا قد ابتدعوا خدعه النسيء‏، بمعني ان يجردوا شهرا من الاشهر الحرم عن حرمته كي يستحلوا القتال فيه وهو فيه محرم‏، وبذلك ارتبكت شهورهم وتداخلت تداخلا شديدا فاوحي الله‏(‏ تعالي‏)‏ الي خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بحقيقه هذه الشهور والتي تضبطها منازل كل من القمر والشمس كما تضبطها دوره القمر حول الارض‏، ومع الارض حول الشمس‏.‏
واللفظ الذي استخدمه رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بقوله ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والارض فيه اشاره ضمنيه رقيقه الي تكور الكون‏، وتكور كافه الاجرام فيه لان اللفظه استدار تحوي بالاضافه الي العوده والبدء اشاره واضحه الي استداره وتكور الكون الذي عاد الي سيرته الاولي‏.‏
ويوكد ذلك ان الزمان ليس جسما ماديا يستدير‏، ولكنه فتره تمر‏، فاذا استدار الزمان كان في ذلك اشاره الي استداره الكون واستداره كافه الاجرام فيه‏.‏
وفي قول رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ كهيئته يوم خلق الله السموات والارض يوكد ثبات تلك الهيئه عبر تاريخ الكون الطويل والذي يقدر بعشره بلايين من السنين علي اقل تقدير‏، وسيبقي الي قيام الساعه ان شاء الله تعالي‏.‏
وورود هذه الحقائق العلميه العديده في حديث رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الذي نحن بصدده‏، وهي لم تكن معروقه في الجزيره العربيه كلها في زمن الوحي‏، ولا لقرون متطاوله من بعده‏، ولايمكن ان يكون لها من مصدر غير الله الخالق سبحانه وتعالي‏، ومن هنا فهي شهاده علي اهل عصرنا جميعا‏(‏ عصر العلم والتقنيه الذي نعيشه‏)‏ من المسلمين وغير المسلمين بانه‏(‏ عليه افضل الصلاه وازكي التسليم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏، ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏، فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏

إرسال تعليق