اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

11:50 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 12 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة" 

من الإعجاز العلمي في السنة النبوية: كانت الكعبة خشعة علي الماء‏، فدحيت منها الأرض
يروي عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قوله‏:‏ كانت الكعبه خشعه علي الماء فدحيت منها الارض‏.‏
ذكره الهروي في غريب الحديث‏(362/3)، وذكره الزمخشري في الفائق في غريب الحديث‏(371/1).‏
‏(‏ والخشعه‏)‏ اكمه لاطئه بالارض‏، والجمع‏(‏ خشع‏).‏ 
وهذا الحديث الشريف الذي استغربه العلماء في القديم والحديث يحوي حقيقه علميه لم يدركها الانسان الا في منتصف الستينيات من القرن العشرين‏، فبعد مجاهده طويله استغرقت جهود الاف من العلماء‏، وقرونا طويله من الدراسه ثبت للانسان ان ارضنا الابتدائيه غمرت بالماء غمرا كاملا في بدا خلقها حتي لم يبق ظاهرا منها شيء من اليابسه‏.‏ 
ثم شاءت اراده الله تعالي ان يفجر قاع هذا المحيط الغامر بثوره بركانيه عنيفه ظلت تلقي بالحمم التي تراكمت فوق بعضها البعض مكونه سلسله جبليه في وسط هذا المحيط الغامر علت قمتها لتكون اول جزء من اليابسه علي هيئه جزيره بركانيه تشبه العديد من الجزر البركانيه المنتشره في محيطات اليوم مثل جزر اليابان والفلبين واندونيسيا‏، وماليزيا‏، وهاواي‏، ولاتزال هذه الجزر البركانيه تتكون علي هيئه قمم حواف اواسط المحيطات في ايامنا هذه‏.‏ وباستمرار النشاط البركاني نمت هذه الجزيره البركانيه الاوليه بالتدريج بواسطه عمليه الدحو‏(‏ اي الاضافه والنمو بواسطه الثورات البركانيه المتلاحقه‏)‏ حتي تكونت القاره الام التي عرفت باسم قاره بانجيا‏.‏ ثم شاءت اراده الله‏(‏ تعالي‏)‏ ان يمزق هذه القاره الام بواسطه شبكه من الصدوع والخسوف الارضيه فتقطعت الي السبع قارات المعروفه التي ظلت تتباعد عن بعضها البعض حتي وصلت الي اوضاعها الحاليه‏.‏
وقول رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من قبل الف واربعمائه سنه بهذا الحديث يعتبر سبقا علميا معجزا يشهد له بانه كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السموات والارض لانه لم يكن لاحد من الخلق في زمانه‏، ولا لقرون متطاوله من بعده ادراك لشيء من هذه الحقيقه حتي منتصف الستينيات من القرن العشرين‏!‏

إرسال تعليق