اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

11:04 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 10 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية" 

من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة‏:‏ ‏..‏ ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله‏..‏
عن عبد الله بن عمر‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنهما‏)‏ ان رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قال‏:‏
مفاتيح الغيب خمس لايعلمها الا الله‏:‏ لايعلم ما في عد الا الله ولا يعلم ما تغيض الارحام الا الله ولايعلم متي ياتي المطر احد الا الله‏، ولا تدري نفس باي ارض تموت‏، ولا يعلم متي تقوم الساعه الا الله‏.‏
وهذه القضايا الخمس من قضايا الغيب تحتاج الي مجلدات للتعليق علي حقيقه غيبتها غيبه مطلقه لايعلمها الا الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)، ولذلك فسوف اقصر حديثي هنا علي القضيه الثالثه‏:...‏ ولا يعلم متي ياتي المطر احد الا الله‏...‏
وذلك لان المطر من الرزق‏، والرزق لا يهبه الا الله‏، وقد يكون احيانا من صور العذاب‏، ولاينزل العذاب الا الله‏...، ولان نزول المطر عمليه معقده للغايه‏، يدخل في تحقيقها من العوامل مالا يمكن لمخلوق ان يتحكم فيها‏، ويتم بواسطه العديد من التفاعلات الطبيعيه والكيميائيه غير المعروفه بالكامل من بينها تصريف الرياح‏، وتبخير الماء من الاوساط المائيه‏، وتجمع بخار الماء المنطلق من مختلف الانشطه الحياتيه‏، ونقله بواسطه الرياح التي تثير السحاب‏، وتولف بينه‏،، وتبسطه في السماء‏، او تركمه الي اعلي نطاق الرجع من الغلاف الغازي‏، ويستمر في تلقيحه بمزيد من بخار الماء الذي يثريه‏، وبهباءات الغبار التي تعمل كنوي للتكثف في داخله فتعمل علي نمو قطيرات الماء حتي تصل الي الحجم المناسب لهطول المطر او البرد او الثلج‏، كل ذلك والسحاب في حركه دائبه فلا يعلم اين ينزل مطره‏، ولا كم المطر النازل‏، ولا متي ينزل هذا المطر الا الله‏.‏
ومن العوامل المتحكمه في هذه العمليه المعقده كم ونوع الشحنات الكهربيه في السحابه الواحده‏، وفي السحب المتصادمه‏، واثر الرياح الشمسيه علي اجواء الارض‏، وغير ذلك من العوامل المعروفه وغير المعروفه لنا‏....!!‏
ويوجد الماء في السحب علي هيئه قطيرات متناهيه الضاله في الحجم لاتكاد تتعدي الواحد من الف من الميلليمتر في اطوال اقطارها‏، وتلتصق بجزيئات الهواء للزوجتها العاليه‏، ولذلك فهي لا تسقط مطرا الا اذا تم تلقيحها بمزيد من بخار الماء او بهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الارض فتعين علي انزال الماء منها باذن الله‏، وقد يتم ذلك بامتزاج السحب‏(‏ اي التاليف بينها‏)‏
ومن ذلك يتضح ان انزال المطر هو في حقيقته سر من اسرار الكون لايعلمه الا الله‏(‏ تعالي‏)‏
ويوكد ذلك ان كل محاولات استمطار السحاب برشه بعدد من المركبات الكيميائيه التي لها قابليه شديده للماء مع نجاحها الا ان احدا لم يستطع التحكم في اماكن امطارها‏.‏
فسبحان الذي علم خاتم انبيائه ورسله هذا العلم الصحيح وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم الذي تلقاه فوعاه‏، وصاغه لنا بهذه الدقه المبهره ليبقي ابد الدهر شاهدا له بالنبوه وبالرساله حتي في زمن الفتن الذي نعيشه‏.‏

إرسال تعليق