بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 10 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية"

من الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة: .. ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله..
عن عبد الله بن عمر( رضي الله تبارك وتعالي عنهما) ان رسول الله( صلي الله عليه وسلم) قال:
مفاتيح الغيب خمس لايعلمها الا الله: لايعلم ما في عد الا الله ولا يعلم ما تغيض الارحام الا الله ولايعلم متي ياتي المطر احد الا الله، ولا تدري نفس باي ارض تموت، ولا يعلم متي تقوم الساعه الا الله.
وهذه القضايا الخمس من قضايا الغيب تحتاج الي مجلدات للتعليق علي حقيقه غيبتها غيبه مطلقه لايعلمها الا الله( سبحانه وتعالي)، ولذلك فسوف اقصر حديثي هنا علي القضيه الثالثه:... ولا يعلم متي ياتي المطر احد الا الله...
وذلك لان المطر من الرزق، والرزق لا يهبه الا الله، وقد يكون احيانا من صور العذاب، ولاينزل العذاب الا الله...، ولان نزول المطر عمليه معقده للغايه، يدخل في تحقيقها من العوامل مالا يمكن لمخلوق ان يتحكم فيها، ويتم بواسطه العديد من التفاعلات الطبيعيه والكيميائيه غير المعروفه بالكامل من بينها تصريف الرياح، وتبخير الماء من الاوساط المائيه، وتجمع بخار الماء المنطلق من مختلف الانشطه الحياتيه، ونقله بواسطه الرياح التي تثير السحاب، وتولف بينه،، وتبسطه في السماء، او تركمه الي اعلي نطاق الرجع من الغلاف الغازي، ويستمر في تلقيحه بمزيد من بخار الماء الذي يثريه، وبهباءات الغبار التي تعمل كنوي للتكثف في داخله فتعمل علي نمو قطيرات الماء حتي تصل الي الحجم المناسب لهطول المطر او البرد او الثلج، كل ذلك والسحاب في حركه دائبه فلا يعلم اين ينزل مطره، ولا كم المطر النازل، ولا متي ينزل هذا المطر الا الله.
ومن العوامل المتحكمه في هذه العمليه المعقده كم ونوع الشحنات الكهربيه في السحابه الواحده، وفي السحب المتصادمه، واثر الرياح الشمسيه علي اجواء الارض، وغير ذلك من العوامل المعروفه وغير المعروفه لنا....!!
ويوجد الماء في السحب علي هيئه قطيرات متناهيه الضاله في الحجم لاتكاد تتعدي الواحد من الف من الميلليمتر في اطوال اقطارها، وتلتصق بجزيئات الهواء للزوجتها العاليه، ولذلك فهي لا تسقط مطرا الا اذا تم تلقيحها بمزيد من بخار الماء او بهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الارض فتعين علي انزال الماء منها باذن الله، وقد يتم ذلك بامتزاج السحب( اي التاليف بينها)
ومن ذلك يتضح ان انزال المطر هو في حقيقته سر من اسرار الكون لايعلمه الا الله( تعالي)
ويوكد ذلك ان كل محاولات استمطار السحاب برشه بعدد من المركبات الكيميائيه التي لها قابليه شديده للماء مع نجاحها الا ان احدا لم يستطع التحكم في اماكن امطارها.
فسبحان الذي علم خاتم انبيائه ورسله هذا العلم الصحيح وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم الذي تلقاه فوعاه، وصاغه لنا بهذه الدقه المبهره ليبقي ابد الدهر شاهدا له بالنبوه وبالرساله حتي في زمن الفتن الذي نعيشه.
إرسال تعليق