اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

10:12 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 29 يوليو 2002 ضمن سلسلة "من الآيات الكونية في القرآن الكريم" 

والشمس وضحاها‏*‏
29/7/2002
هذه الايه الكريمه جاءت في مطلع سوره الشمس‏، وهي سوره مكيه‏، واياتها‏15‏ بدون البسمله‏;‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله تعالي وهو الغني عن القسم بالشمس وضحاها‏(‏ ضمن قسم بعدد من ايات الله في الكون‏)‏ علي فلاح الانسان في الدنيا‏، ونجاته في الاخره اذا عمل علي تزكيه نفسه بتقوي الله‏(‏ والتي فسروها بالخوف من الجليل‏، والعمل بالتنزيل‏، والاستعداد ليوم الرحيل‏...!!)، وعلي فشله في الدنيا‏، وخيبته وهلاكه في الاخره اذا لم يلزم نفسه تقواها‏، ولم يزكها بالزامها منهج الهدايه الربانيه‏، وتركها علي هواها في ظلمات الشهوات والمعاصي والضلال والفجور‏، تندس في مستنقعاتها‏، ومتاهاتها‏..!!‏
وتبدا السوره الكريمه بقسم من الله‏(‏ الغني عن القسم‏)‏ بتسع من اياته الكونيه المبهره التي جاءت متتابعه علي النحو التالي‏:‏
‏(1)(‏ قسم بالشمس‏):‏ وهي اقرب نجوم السماء الينا ومصدر الطاقه والدفء للارض ومن عليها‏.‏
‏(2)(‏ وبضحاها‏):‏ وهي لحظه اشراقها في حركتها الظاهريه الي وقت الظهيره‏.‏
‏(3)(‏ وبالقمر اذا تلاها‏):‏ اي اذا تبعها في اناره الارض بعد غروب الشمس‏.‏
‏(4)(‏ وبالنهار اذا جلاها‏):‏ اي وبالنهار الذي وضحها وجعلها ظاهره للعيان لان اشعه الشمس لا تري الا بعد تشتتها وانعكاساتها لمرات عديده علي الاجسام المتناهيه الضاله في الطبقه الدنيا من الغلاف الغازي للارض مثل هباءات الغبار‏، وقطيرات الماء وبخاره‏، وجزيئات الغازات المختلفه المكونه للهواء بتركيز معين‏.‏
‏(5)(‏ والليل اذا يغشاها‏):‏ اي وبليل الارض اذ يغطيها عنا بطبقه ظلمته الرقيقه التي تلتقي مع ظلمه الكون‏، فلا تري الشمس علي الرغم من وجودها‏.‏
‏(6)(‏ والسماء وما بناها‏):‏ اي وبالسماء وبنائها المحكم الدقيق علي ضخامته‏، والاله القادر الحكيم العظيم الجليل الذي بناها‏.‏
‏(7)(‏ والارض وما طحاها‏):‏ اي وبالارض ومدها وبسطها‏، وبالذي كورها فمدها وبسط سطحها‏.‏
(8)(‏ ونفس وما سواها‏):‏ اي وبالنفس الانسانيه وبالذي خلقها‏.‏
‏(9)(‏ فالهمها فجورها وتقواها‏):‏ اي بين لها طريقي الخير والشر‏، وترك الخيار لها‏.‏
ثم ياتي جواب هذا القسم المغلظ بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
قد افلح من زكاها‏، وقد خاب من دساها ‏[‏الشمس‏:10،9].‏
وتختتم السوره بعرض نموذج من النماذج البشريه‏، التي عصت امر ربها‏، وحادت عن طريق هدايته‏، واتبعت هوي النفس فكان جزاوها غضب الله‏، ونكاله‏، وتركها عبره لمن لا يعتبر‏، وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ كذبت ثمود بطغواها‏*، اذ انبعث اشقاها‏،*‏ فقال لهم رسول الله ناقه الله وسقياها‏*، فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها‏*، ولا يخاف عقباها‏*[‏ الشمس‏:11‏ ‏15].‏
وهذه الايات تتحدث عن ثمود قوم نبي الله صالح‏(‏ علي رسولنا وعليه من الله السلام‏)‏ وقد حذر قومه من المساس بالناقه ومن التعرض لشربها‏، وقد جعلها الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهم ايه ومعجزه‏، فعقرها اشقاهم‏، وحمل الجميع تبعه ذلك الجرم لانهم لم يستنكروا فعلته‏، ولم يمنعوه من القيام بجريمته‏، فنزل بهم جميعا ما يستحقون من غضب الله وتنكيله وبطشه‏، وهو‏(‏ تعالي‏)‏ احكم الحاكمين‏، واعدل العادلين‏، لا يخاف عقبي ما يفعل‏، لانه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ رب هذا الكون‏، ومليكه‏، ومدبر امره‏;‏ وهو‏(‏ سبحانه‏)‏ لا يسال عما يفعل وهم يسالون‏[‏ الانبياء‏:23].‏
وكل ايه من الايات الكونيه والنفسيه التي جاءت الاشاره اليها في سوره الشمس تحتاج الي معالجه خاصه ولذلك فسوف اقصر حديثي هنا علي الايه الاولي من هذه السوره المباركه‏، والتي تتحدث عن الشمس اقرب نجوم السماء الينا‏، وانفعها لنا وقبل البدء في ذلك لابد من استعراض سريع لاقوال عدد من المفسرين في شرح دلاله هذه الايه الكريمه‏.‏

من اقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏ والشمس وضحاها‏[‏ الشمس‏:1]‏
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:‏ قال مجاهد‏(‏ والشمس وضحاها‏):‏ اي وضوئها‏، وقال قتاده‏،(‏ وضحاها‏)‏ النهار كله‏.‏ قال ابن جرير‏:‏ والصواب ان يقال‏:‏ اقسم الله بالشمس ونهارها‏، لان ضوء الشمس الظاهر هو النهار‏.‏
وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ كلام مشابه باضافه ان‏(‏ اذا‏)‏ هنا لمجرد الظرفيه‏(‏ فلا تفيد الشرطيه‏)، والعامل فيها فعل القسم‏(‏ المقدر ب‏:‏ اقسم‏).‏
وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبه برحمته الواسعه‏)‏ ما نصه‏:‏ يقسم الله سبحانه بهذه الخلائق والمشاهد الكونيه‏، كما يقسم بالنفس وتسويتها والهامها‏، ومن شان هذا القسم ان يخلع علي هذه الخلائق قيمه كبري‏، وان يوجه اليها القلوب تتملاها‏، وتتدبر ماذا لها من قيمه وماذا بها من دلاله‏، حتي استحقت ان يقسم بها الجليل العظيم‏...‏ وهنا نجد القسم الموحي بالشمس وضحاها‏..‏ بالشمس عامه وحين تضحي وترتفع عن الافق بصفه خاصه‏، وهي اروق ما تكون في هذه الفتره واحلي‏.‏ في الشتاء يكون وقت الدفء المستحب الناعش‏، وفي الصيف يكون وقت الاشراق الرائق قبل وقده الظهيره وقيظها‏....‏
وجاء في صفوه البيان لمعاني القران‏(‏ رحم الله كاتبه‏)‏ ما نصه‏:‏ في هذه السوره ترغيب في تزكيه النفوس وتطهيرها بالايمان والطاعه‏، وترهيب من خسرانها بالكفر والمعاصي‏، وانذار لكفار مكه واضرابهم‏، ان يصيبهم من النكال ما اصاب ثمود حين كذبوا رسولهم‏، وعقروا الناقه‏، وهي ايه الله علي صدقه في رسالته‏، وقد اقسم الله تعالي فيها‏(‏ اي في سوره الشمس‏)‏ بكائنات عظيمه النفع والاثار‏، داله بوجودها واختلاف احوالها علي كمال قدرته تعالي ووحدانيته‏، واقسم بنفسه تعالي‏، اذ كان سبحانه الموجد والمبدع والمدبر لها او بفعله الحكيم المتقن‏....‏
ثم فصل في شرح الايه الكريمه التي نحن بصددها بالمعاني السابقه نفسها تقريبا‏.‏
وجاء في كل من المنتخب في تفسير القران الكريم‏، وصفوه التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبيهما خير الجزاء‏)‏ كلام مشابه لا داعي لتكراره هنا‏.‏
ونحن نعلم ان الايه القرانيه الكريمه حين ترد بصيغه القسم فهذا من قبيل تنبيهنا الي اهميه الامر المقسم به لان الله‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.‏ فما هي اهميه الشمس التي تستوجب قسما من الله‏(‏ العلي العظيم‏)‏ في اربع ايات متتاليات في مطلع سوره سميت باسمها؟

اولا‏:‏ الشمس في القران الكريم‏:‏
ورد ذكر الشمس في القران الكريم‏35‏ مره‏، منها‏33‏ مره باسمها الشمس‏، ومرتان بصفتها بانها سراج‏، مره سراج وهاج مره اخري‏.‏
وتصف هذه الايات القرانيه الشمس بانها ضياء‏(‏ اي مصدر للضوء‏)‏ وبانها سراج‏(‏ اي جسم متقد‏، مشتعل‏، مضيء بذاته‏)، وبانها سراج وهاج‏(‏ اي شديد الوهج‏)، وانها والقمر ايتان من ايات الله‏، وان الله تعالي قد جعل لنا من انضباط حركاتهما وسيله دقيقه لحساب الزمن‏، والتاريخ للاحداث‏;‏ وانهما والنجوم مسخرات بامر الله‏، مسبحات بحمده‏، ساجدات لجلال عظمته‏، وان هذا التسخير لاجل مسمي ينتهي بعده كل هذا الوجود‏;‏ وان بدايه تهدم الكون الحالي تتمثل في بدايه تكور الشمس وانكدار النجوم‏:‏
اذا الشمس كورت‏، واذا النجوم انكدرت‏ [‏ التكوير‏:2،1].‏
ثم في جمع كل من الشمس والقمر‏:‏
فاذا برق البصر‏، وخسف القمر‏، وجمع الشمس والقمر‏[‏ القيامه‏:7‏ ‏9].‏
وهذه كلها من الحقائق التي لم يصل العلم المكتسب الي معرفتها الا في اواخر القرن العشرين‏، وورودها في كتاب الله المنزل من قبل اربعه عشر قرنا بهذه الدقه والايجاز والشمول من اوضح جوانب الاعجاز العلمي في كتاب الله‏.‏
وتمايز الايات القرانيه الكريمه باستمرار بين ضوء الشمس‏(‏ الضياء‏)‏ ونور القمر‏(‏ النور‏)‏ وتستخدم تبادل كل من الليل والنهار‏، ومد الظل وقبضه‏، ومرور الجبال مر السحاب في اشارات ضمنيه رقيقه الي دوران الارض حول محورها امام الشمس‏.‏

ثانيا‏:‏ الشمس في علوم الفلك‏:‏
ماهيه الشمس‏:‏
الشمس نجم متوسط الحجم من النجوم العاديه‏، يبعد عن الارض بمسافه مائه وخمسين مليون كيلو متر في المتوسط‏، وهي علي هيئه كره من الغاز الملتهب يبلغ قطرها‏1.400.000‏ كيلو متر‏(‏ اي ما يزيد علي‏110‏ مرات قدر قطر الارض‏)، ويبلغ حجمها‏142.000‏ تريليون كيلو متر مكعب‏(‏ اي قدر حجم الارض‏1.300.000‏ مره‏);‏ ويقدر متوسط كثافها بنحو‏1.4‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏، وتقدر كتلتها بنحو الفي تريليون تريليون طن‏(‏ اي‏333.000‏ مره قدر كتله الارض‏)، وتقدر جاذبيتها بنحو‏28‏ ضعف قوه الجاذبيه علي سطح الارض‏.‏
وتمثل كتله الشمس وحدها نحو‏99%‏ من كتله المجموعه الشمسيه‏;‏ وتتناقص الكثافه في داخل الشمس من‏200‏ جرام للسنتيمتر المكعب في نواتها الي جزء من عشره ملايين جزء من الجرام لكل سنتيمتر مكعب عند سطحها‏.‏
ونظرا لارتفاع الضغط في قلب الشمس الي ما يساوي اربعمائه مليار ضغط جوي فان عمليه الاندماج النووي بين نوي ذرات الايدروجين تنشط منتجه نوي ذرات الهيليوم وتنطلق الطاقه التي ترفع درجه حراره قلب الشمس الي اكثر من‏15‏ مليون درجه مطلقه‏.‏
وبواسطه عمليه الاندماج النووي تفقد الشمس في كل ثانيه نحو خمسه ملايين من الاطنان‏(4.6‏ مليون طن‏)‏ من كتلتها علي هيئه طاقه مما يوكد ان الشمس تتحرك الي فناء حتمي‏، لن يتم بهذه العمليه‏، ولكن هذه الحقيقه توكده وتشير اليه وسبحان القائل في اربع مواضع من كتابه الكريم‏:...‏ وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمي‏....‏ ‏[‏الرعد‏:2;‏ لقمان‏:29;‏ فاطر‏:13;‏ الزمر‏:5].‏
والقائل‏:‏ ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمي‏...[‏ الاحقاف‏:3].‏
وتتركز الطاقه المنتجه في قلب الشمس‏، وتتناقص بالتدريج من اكثر من‏15‏ مليون درجه مطلقه في مركز الشمس الي نحو‏6000‏ درجه مطلقه علي سطحها عبر مسافه نصف قطر الشمس المقدره بنحو‏700.000‏ كيلو متر‏، اي بتدرج حراري يقدر بنحو‏20‏ درجه مطلقه لكل كيلو متر تقريبا‏.‏

البنيه الداخليه للشمس‏:‏
1 صوره للشمس في لحظه نشاط زائد
2 رسم تخطيطي للبناء الداخلي للشمس
3 صوره للشمس في وقت الضحي
4 صوره للكسوف الكلي للشمس
5 صوره للشمس توضح البقع الشمسيه
تنبني الشمس من نواه تتطابق عليها عده نطق تتمايز من الداخل الي الخارج علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ نواه الشمس ‏(The Solar Core):‏
ويبلغ قطرها نحو‏346.000‏ كيلو متر‏، وتعتبر فرنا ذريا هائلا‏، تتم فيه عمليه الاندماج النووي مولده طاقه تقدر باكثر من‏15‏ مليون درجه مطلقه‏، تحت ضغط يقدر بنحو الاربعمائه مليار ضغط جوي‏، مما يودي الي تزايد كثافه الماده في نواه الشمس حتي تصل الي ما بين التسعين والمائتي جرام للسنتيمتر المكعب‏، ولذلك يتركز نحو‏60%‏ من كتله الشمس في نواتها التي لا تشغل سوي‏2%‏ فقط من حجم الشمس‏.‏
‏(2)‏ نطاق الاشعاع الشمسي ‏(The Solar Radiation Zone):‏
ويحيط بنواه الشمس بسمك يصل الي‏325.000‏ كيلو متر‏، والماده في هذا النطاق اقل كثافه وحراره من ماده النواه‏، وتمر به طاقه الشمس المنتجه في النواه علي هيئه اشعه جاما‏، ثم تستكمل الي بقيه موجات الطيف الكهرومغناطيسي كاملا في حدود هذا النطاق ابتداء من تلك الاشعه الي الاشعه الراديويه وما بينهما من الاشعه السينيه‏، وفوق البنفسجيه‏، واشعه الضوء الابيض‏، والاشعه تحت الحمراء‏.‏
‏(3)‏ نطاق الشمس الفقاعي او نطاق تيارات الحمل في الشمس‏ (The Solar Convective Zone)
ويقدر سمكه بنحو‏150.000‏ كيلو متر‏، وفيه تتبرد التيارات المندفعه من نواه الشمس عبر نطاق الاشعاع الي هذا النطاق بطريقه مستمره فتهبط من قمته الي قاعدته ثم تصعد الي القمه وتهبط الي القاعده في ترددات كثيره من تيارات الحمل ومن هنا جاءت تسميتها‏;‏ وتبلغ كثافه الماده في هذا النطاق نحو‏0.01‏ جرام للسنتيمتر المكعب‏، وتقدر درجه حرارتها بنحو المليون درجه مطلقه‏، وضغطها بنحو المليون ضغط جوي‏.‏
‏(4)‏ نطاق الضوء الشمسي او الكره الشمسيه المضيئه ‏(The Solar Photosphere)
وهو الجزء المرئي من الشمس‏، ويبدو من بعد علي هيئه الارض المملوءه بالحصي الذي يزيد قطر الواحده منه في الحقيقه علي مئات الكيلو مترات‏، ويتبدل هذا الحصي كل عشر دقائق لشده الغليان‏;‏ ويقدر سمك هذا النطاق بنحو خمسمائه كيلو متر‏، وتقدر درجه حرارته بنحو سته الاف درجه مطلقه‏، وكثافه الماده فيه بنحو جزءين من عشره ملايين جزء من الجرام للسنتيمتر المكعب‏، وضغطها بنحو‏0.1‏ من الضغط الجوي‏، ويتميز هذا النطاق بوجود ما يسمي بالبقع الشمسيه‏(‏ او كلف الشمس‏)‏ وهي مساحات داكنه بارده نسبيا‏(4000‏ درجه مطلقه‏)‏ علي هيئه مراكز لدوامات من الاضطرابات الغازيه الحلزونيه الحركه مع توليد مجال مغناطيسي يفوق مغناطيسيه الارض بملايين الاضعاف فتوثر علي الاتصالات اللاسلكيه تاثيرا كبيرا‏.‏
‏(5)‏ نطاق الالوان الشمسيه او الكره الملونه للشمس ‏(The Solar Chromisphere)
ويقدر سمكه باكثر من عشره الاف كيلو متر‏، وتصل درجه حرارته الي اكثر من عشره الاف درجه مطلقه‏، ويتناقص ضغطه الي جزء من المليون من الضغط الجوي‏، وتبلغ كثافه الماده فيه‏(3*10-12‏ جرام‏)‏ للسنتيمتر المكعب‏، ويعتبر جزءا من الغلاف الغازي للشمس‏.‏ وكل من درجه حراره هذه الكره الملونه‏، وكثافه الماده فيها لا تسمحان برويتها لا بالعين المجرده‏، ولا بواسطه المناظير المقربه الا في حاله الكسوف الكلي للشمس‏، او باستخدام وسائط صناعيه لحجب نطاق الضوء‏.‏
‏(6)‏ نطاق الاشواك الشمسيه ‏(The Solar Spicules Zone)
وهو نطاق يندفع فيه غاز الايدروجين من حافه نطاق الالوان الشمسيه الي ارتفاع عشره الاف كيلو متر في دفعات متتاليه تستمر الواحده منها لمده خمس عشره دقيقه ثم تهبط فتبدو علي هيئه الاشواك المتحركه علي حافه الشمس‏.‏ ومن هنا كانت التسميه‏، ويعتبره عدد من الدارسين جزءا من نطاق الالوان الشمسي‏.‏
‏(7)‏ هاله‏(‏ اكليل‏)‏ الشمس ‏(The Solar Corona)
وتمثل بنطاق اكثر شفافيه من النطق الموجوده في داخله‏، وتشكل مع النطاقين السابقين الغلاف الغازي للشمس‏، ويحدها من اسفل الحد الاعلي لنطاق الاشواك‏، ولا حد اعلي لها اذ تنتشر مادتها لتتداخل مع ماده الكون‏، ولاسباب لم تعرف بعد ترتفع درجه الحراره في هاله الشمس الي اكثر من مليون درجه مئويه‏، ولذلك تتاين كل الذرات الموجوده فيمكن رويه الاكليل في الاشعه السينيه الرخوه ‏(SoftX-Ray) وتبلغ كثافه الماده في هاله الشمس واحدا من الف مليون مليون من الجرام للسنتيمتر المكعب‏.‏
ويصل الضغط الي سته من مائه مليون من الضغط الجوي‏.‏ وتمتد السنه من نطاق الالوان الشمسيه فتصل الي هاله الشمس وتعرف باسم السنه اللهب‏(‏ او البروزات‏)‏ الشمسيه‏ (Solar Prominances)‏ وهي من الظواهر الشمسيه المهمه التي تاتي في المقام الثاني بعد البقع الشمسيه‏;‏ وترتفع هذه البروزات الشمسيه لمسافات تتراوح بين عشره الاف واربعين الف كيلو متر فوق هاله الشمس‏، وتتعدي ذلك في اوقات الانفجارات الشمسيه فتصل الي نحو السبعمائه الف كيلو متر‏.‏
وهذه الالسنه من اللهب الشمسي‏(‏ البروزات الشمسيه‏)‏ يمكن ان تري بالعين المجرده في اوقات الكسوف الكلي للشمس‏، وبعضها ثابت تقريبا او قليل التغير‏، والبعض الاخر موقت‏، وشديد التغير ويسمي باسم السنه اللهب الطائره‏، وتتراوح فترات ثورانها بين دقائق معدوده وعده ايام‏، ويوكد تحليل اطياف مادتها وجود كل من الايدروجين‏، والهيليوم‏، والكالسيوم المتاين بالاضافه الي بعض العناصر الاخري‏.‏
وتتراوح درجه حراره تلك البروزات الشمسيه بين سته الاف وثمانيه الاف درجه مطلقه‏.‏
ومن الظواهر الشمسيه الاخري ما يعرف باسم الومض‏(‏ او الوهج‏)‏ الشمسي‏ (Solar Flares)‏ وتحدث نتيجه للزياده المفاجئه في انبعاث نوي ذرات الايدروجين من مناطق البقع الشمسيه لفترات تتراوح بين ثوان قليله وعشر دقائق يصاحبها انطلاق كميات هائله من الطاقه‏;‏ والشمس محاطه بسحابه من الجسيمات المشحونه بالطاقه‏، التي تندفع منها في كل الاتجاهات مكونه ما يسمي بالرياح الشمسيه تنطلق منها تلك الجسيمات بسرعات قد تصل الي اكثر من‏720‏ كيلو مترا في الثانيه‏.‏

الاتزان في داخل الشمس‏:‏
تتكون الشمس اساسا من غاز الايدروجين بنسبه‏81.76%، وغاز الهيليوم بنسبه‏18.17%‏ من حجم الشمس‏، بالاضافه الي نسب ضئيله من عناصر اخري لا يتعدي حجمها‏0.07‏ ‏%، علي ذلك فالشمس عباره عن خليط ملتهب من غازي الايدروجين والهيليوم بنسبه حجميه تبلغ‏4:1‏ تقريبا‏، وهي نسبه اتحاد نوي ذرات الايدروجين لتكون نوي ذرات الهيليوم بعمليه الاندماج النووي حيث تتحد نوي اربع ذرات من الايدروجين لتنتج نواه واحده من نوي ذرات الهيليوم وتنطلق الطاقه الهائله‏، والشمس تحول في كل ثانيه‏655‏ مليون طن من الايدروجين الي نحو‏650‏ مليون طن من الهيليوم ويتحول الفرق بين الكميتين‏(‏ المقدر بنحو خمسه ملايين من الاطنان‏)‏ الي طاقه تمثل الطاقه المنبعثه من الشمس باستمرار وجودها‏.‏
ونظرا للجاذبيه الهائله التي تحدثها الشمس علي مكوناتها فانها تتجاذب كلها في اتجاه مركزها‏، تجاذبا تنتج عنه ضغوط هائله ترفع درجه حراره لب الشمس الي المستوي الذي يسمح ببدء واستمرار نشاط عمليه الاندماج النووي‏.‏
ولو كانت الشمس تتاثر بمجال جاذبيتها فقط لادي ذلك الي انهيارها خاصه انها مجرد كره من الغاز‏، والسبب في عدم انهيارها هو وجود قوي صادره من داخلها الي خارجها من مثل القوه الناتجه عن تمدد الغازات في درجات الحراره المرتفعه‏، وبحساب كل من كتله الشمس وشده مجال جاذبيتها امكن حساب درجات الحراره اللازمه لاحداث هذا التوازن وهي ارقام مذهله تتراوح بين‏15‏ مليونا‏، و‏20‏ مليون درجه مطلقه‏.‏
والشمس عاشت طيله فتره وجودها المقدره بنحو عشره بلايين من السنين في اتزان دقيق بين جاذبيتها الهائله علي مكوناتها التي تضغطها في اتجاه المركز منها‏، ودرجات الحراره الفائقه في مركزها التي تدفع بمكوناتها بعيدا عنه‏.‏
وعلي ذلك فان الحجم الهائل للشمس‏، وكتلتها الرهيبه لا يمكنان مادتها الا ان تكون في حاله شبه غازيه‏، ملتهبه‏، متوهجه‏، ولو تغير حجم وكتله الشمس ولو قليلا عن القيم المحدده لها لتغير سلوك مادتها تماما عن سلوكها الحالي‏، لان السبب في اضاءه النجوم وتوهجها واندلاع عمليه الاندماج النووي في قلوبها‏، وانطلاق الطاقه منها هو تكونها من كتله وحجم معينين‏، فسبحان الذي قدر تلك الكتل ووضع تلك السنن‏.‏
والماده في قلب الشمس توجد علي هيئه تختلف عن الحالات الثلاث المعروفه بها علي الارض‏(‏ الصلبه‏، والسائله‏، والغازيه‏)‏ وتعرف هذه الحاله باسم حاله البلازما‏، وفيها تتفكك مكونات الذرات الي نوي عاريه‏، واليكترونات حره‏، فتستعيد قابليتها للانضغاط بتضاول المسافات بين اللبنات الاوليه للماده الي واحد من مائه الف من المسافات الفاصله بين الذرات في حالات الماده العاديه‏.‏ ولذلك يمكن اعتبار حاله البلازما صوره من صور الماده الغازيه المكدسه التي تصل فيها الكثافه الي نحو مائه مليون طن للسنتيمتر المكعب وتعرف باسم الكثافه النوويه ‏(Nuclear Density).‏
والشمس في تمدد مستمر نتيجه لعنف التفاعلات النوويه في داخلها‏، ولولا ذلك لانفجرت كقنبله هيدروجينيه عملاقه‏.‏

الشمس ومجموعتها الشمسيه‏:‏
تتراوح المسافه بين الشمس والكواكب السياره المرتبطه بها والدائره في فلكها بين‏58‏ مليون كيلو متر واكثر من‏6000‏ مليون كيلو متر‏.‏ وتختلف الظروف الطبيعيه علي الكواكب في مجموعتنا الشمسيه تبعا لقربها من الشمس او بعدها عنها‏، وتبعا لحجم كل منها‏، وبالتالي حجم الغلاف الغازي المحيط بها‏.‏
والكواكب تدور حول الشمس في افلاك شبه دائريه في الاتجاه نفسه‏، وهي في مساراتها تلك تختلف المسافه بين كل منها والشمس‏، كما تختلف سرعه جري الكوكب الواحد باختلاف بعده عن الشمس‏، فتصل سرعه الكوكب اقصاها وهو اقرب ما يكون من الشمس‏، وتقل بالتدريج بابتعاده عنها حتي تصل سرعته ادناها وهو ابعد ما يكون عن الشمس‏.‏
وحركات الكواكب حول الشمس يحكمها توازن دقيق بين قوتين متضادتين هما قوه جذب الشمس للكوكب‏، والقوه الطارده المركزيه الناشئه عن دوران الكوكب حول الشمس‏، والتعادل الدقيق بين هاتين القوتين هو الذي حدد للكواكب افلاكها الثابته‏، وحدد جريها فيها وحفظها من الانطلاق الي فسحه الكون او السقوط في سعير الشمس‏.
‏والكواكب في الوقت نفسه تتجاذب فيما بينها تجاذبا اقل من جذب الشمس لكل منها مما يعين علي احتفاظها بابعادها الثابته فيما بينها‏.‏ والنهار والليل يتعاقبان علي كل كوكب في مجموعتنا الشمسيه‏، ويتم ذلك في مدد متفاوته تفاوتا كبيرا لاعتماده علي حجم وكتله الكوكب وسرعه دورانه حول محوره‏.‏
وكذلك تتفاوت سنه كل كوكب بتفاوت بعده عن الشمس‏، وبتفاوت سرعه جريه في مداره حولها حتي يتم دوره كامله‏.‏
وبدوران الارض حول محورها تتم الحركه الظاهريه لكل من الشمس والقمر والنجوم والكواكب التي تتراءي لنا عبر السماء‏;‏ وتتابع الفصول علي ارضنا بسبب ميل محور الارض في دورانها حول الشمس‏.‏

طاقه الشمس‏:‏
تطلق الشمس من الطاقه ما يقدر بنحو خمسمائه الف مليون مليون مليون حصان في كل ثانيه‏، يصل الي الارض منها واحد في الالف فقط تقريبا‏، ويمثل ذلك مصدر كل الحراره والضوء وغيرهما من مختلف صور الطاقه علي الارض‏(‏ باستثناء الطاقه النوويه‏)‏ وتعتمد كل الانشطه الطبيعيه‏، علي سطح الارض‏،علي الطاقه الشمسيه‏، فقد اعطي الله‏(‏ تعالي‏)‏ للشجر الاخضر القدره علي اختزان جزء كبير من طاقه الشمس علي هيئه روابط كيميائيه فيما تنتجه من سكريات ونشويات وزيوت وغيرها من المنتجات النباتيه‏، وذلك بتفاعل اشعه الشمس مع كل من العصاره الغذائيه للنبات‏(‏ المكونه من معادن الارض والماء‏)‏ وثاني اكسيد الكربون مطلقا الاوكسجين‏;‏ كما اعطي ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ كلا من الانسان والحيوان القدره علي الاستفاده بتلك الطاقه الشمسيه المخزونه في المنتجات النباتيه في جميع انشطتها الحيويه‏، وذلك باحراقها في اثناء عمليه التمثيل الغذائي فتحول هذه المواد مره اخري الي ماء وثاني اكسيد الكربون‏.‏ ثم من فضلات كل من النبات والحيوان والانسان تتكون مصادر اخري للطاقه من مثل الخشب والقش وروث الحيوان وفضلات الانسان التي تتكون منها اغلب مصادر الطاقه الطبيعيه‏(‏ من مثل الفحم النباتي‏، الفحم الحجري‏، النفط‏، الغاز الطبيعي‏، وغيرها‏).‏

القسم بالشمس اشاره الي اهميتها‏:‏
مما سبق يتضح لنا جانب من جوانب اهميه الشمس‏، تلك الايه الكونيه البديعه التي تشهد لخالقها‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بطلاقه القدره‏، وبديع الصنعه‏، وعظيم الحكمه‏، واحاطه العلم‏، ومن هنا كان قسم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها وهو سبحانه غني عن القسم وذلك من اجل تنبيهنا الي تلك الاهميه القصوي للشمس‏، التي بدونها ما قامت الحياه علي الارض‏، حتي لا نمر عليها ونحن غافلون عنها‏، لاننا لو ادركنا اهميتها للحياه لادركنا جانبا من جوانب العظمه المطلقه لخالقها‏، الذي ابدعها‏، وابدع الكون كله في نظام بالغ الدقه والاحكام والتكامل مما يشهد له‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بالالوهيه‏، والربوبيه والوحدانيه المطلقه فوق كل خلقه‏(‏ بغير شريك‏، ولا شبيه‏، ولا منازع‏، ولا زوجه ولا ولد‏، فقد تنزه جلت قدرته عن كل ذلك‏).‏

القسم بضحي الشمس
يقال في اللغه العربيه ان‏(‏ ضحوه‏)‏ النهار هي الفتره بعد طلوع الشمس‏، وبعدها‏(‏ الضحا‏)‏ وهي الفتره حين تنتشر الشمس في الجزء الشرقي من السماء حتي قبل الوصول الي منتصفها اي الي الظهيره‏، وقد يكون‏(‏ الضحا‏)‏ جمع‏(‏ ضحوه‏)، وقد تكون اسما لظرف غير متمكن‏;‏ وبعد‏(‏ الضحا‏)‏ ياتي‏(‏ الضحاء‏)‏ وهو عند ارتفاع النهار الاعلي‏.‏
وقيل‏:‏ ان المقصود ب‏(‏الضحي‏)‏ هو النهار كله‏، وذلك انطلاقا من قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والضحي‏، والليل اذا سجي‏[‏ الضحي‏:2،1].‏
وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏، رفع سمكها فسواها‏، واغطش ليلها واخرج ضحاها‏[‏ النازعات‏:27‏ ‏29].‏
ولكن معاوده القسم بالنهار في سوره الشمس بقول الحق‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏ والنهار اذا جلاها يوحي بان المقصود ب‏(‏ضحي الشمس‏)‏ هو اول النهار‏، وليس النهار كله‏;‏ واول النهار هو الفتره من لحظه الشروق الي الظهيره‏.‏
وسواء كان المقصود ب‏(‏ضحي الشمس‏)‏ هو وقت ارتفاعها عن الافق‏، او النهار كله‏، فهي فتره يتزايد فيها وصول طاقه الشمس الي الارض مما له انعكاسات هائله علي كل من الاحياء والجمادات‏، وعلي سائر الارض فقد ثبت علميا ان نطق الحمايه التي خلقها الله‏(‏ تعالي‏)‏ للارض ومن عليها من مثل نطاق الاوزون والنطاق المتاين تتمدد تمددا ملحوظا مع شروق الشمس‏، ويصل هذا التمدد مداه عند الظهيره ثم تبدا تلك النطق في الانكماش حتي تصل الي ادني سمك لها في ظلمه الليل البهيم‏;‏ ومن هنا كان القسم بالشمس وضحاها‏.‏
ومن ذلك ما ثبت علميا بان في وسط الدماغ غده صغيره تعرف باسم الغده الصنوبريه‏، اعطاها الله‏(‏ تعالي‏)‏ القدره علي افراز هورمون معين اطلق عليه اسم الميلاتونين له تاثير فاعل في الجسد الحي من مثل جسد الانسان‏، ويلعب دورا رئيسيا في المحافظه علي سلامه هذا الجسد‏(‏ الانساني‏)، لكنه اذا زاد علي قدر معين فانه يصبح ضارا بهذا الجسد‏;‏ والميلاتونين تفرزه الغدره الصنوبريه في غيبه الضوء‏(‏ اي بالليل‏)، فاذا طلعت الشمس فان عصبا محددا في العين يتلقي اشعتها فيقوم علي الفور بارسال رساله خاصه الي الساعه الحياتيه‏ (The Biological Clock)‏ التي تامر الغده الصنوبريه بالتوقف عن افراز الميلاتونين‏، وعند غياب الشمس تنعكس الاوامر التي تصدر بانتاج هذا الهورمون المهم الي جميع خلايا الجسم‏.‏
فهل يمكن ان يكون هذا القسم من الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ الا تاكيدا لاهميه الشمس واهميه ضحاها لاستقامه الحياه علي الارض وفي الكون‏، وان يكون في ذلك من الشهاده علي عظمه الخالق الذي ابدعها لان في بناء الشمس وفي انضباط حركاتها ما يقطع بان ذلك لا يمكن الا ان يكون نتاج تقدير محكم دقيق من الخالق العليم الخبير الذي اتقن كل شيء خلقه؟ ولذلك اورد ذكر الشمس في خمسه وثلاثين موضعا من محكم كتابه‏، وسمي باسمها سوره من سوره‏، واقسم بها في مطلع تلك السوره الكريمه‏، كما اشار الي شيء من صفاتها‏، وتسخيرها‏، وانضباط حركاتها‏، وحتميه فنائها‏، وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالي‏):‏ ‏*‏ فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ‏[‏ الانعام‏:96].‏
‏*...‏ والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين‏[‏ الاعراف‏:54].‏
‏*‏ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون‏[‏ يونس‏:'5].‏
‏*...‏ وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمي يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون‏[‏ الرعد‏:2].‏
‏*‏ وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار‏[‏ ابراهيم‏:33].‏
‏*‏ وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ان في ذلك لايات لقوم يعقلون‏[‏ النحل‏:12].‏
‏*‏ الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب‏...[‏ الحج‏:18].‏
‏*‏ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا‏[‏ نوح‏:16].‏
‏*‏ فاذا برق البصر‏، وخسف القمر‏، وجمع الشمس والقمر‏[‏ القيامه‏:7‏ ‏9].‏
‏*‏ وجعلنا سراجا وهاجا‏[‏ النبا‏:13].‏
‏*‏ اذا الشمس كورت‏[‏ التكوير‏:1].‏
فسبحان الذي خلق الشمس كما خلق غيرها من اجرام الكون وخلق الكون بكل ما فيه ومن فيه وضبط حركات كل صغيره وكبيره فيه بعلمه وحكمته وقدرته‏، واحاط بكل ذلك علما فاقسم بالشمس وضحاها من قبل الف واربعمائه سنه‏، في بيئه لم يكن لاحد من الخلق ادراك لقيمه الامر المقسم به‏، ثم ياتي العلم الكسبي في اوج تقدمه موكدا عظمه المقسم والمقسم عليه‏، وشاهدا بان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏، وان الرسول الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي‏، ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏، فصلي الله وسلم وبارك عليه‏، وعلي اله وصحبه‏، ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏

إرسال تعليق