اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

2:29 م

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي

بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 26 نوفمبر 2001 ضمن سلسلة "من الآيات الكونية في القرآن الكريم"


الفاحشه هي الكبيره من المنكرات القبيحه،‏ المتناهيه في القبح من مثل الزنا واللواط وغير ذلك من السلوكيات الشاذه،‏ المنافيه للفطره السليمه،‏ والمتعلقه بسوء استخدام الجسد الانساني وهو امانه من الله‏(‏ تعالي‏)‏ عند كل فرد منا،‏ حتي يسترد الله امانته‏.‏
والجسد الانساني له كرامه مستمده من كرامه الانسان الذي قال فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا ‏(‏ الاسراء‏:70)‏
ومن هنا كان تكريم جسد الانسان حيا وميتا،‏ وكان التشديد في الامر بالمحافظه عليه والنهي عن الاساءه اليه بسوء استخدامه او اهانته واهدار كرامته،‏ لان في اهدار كرامه الجسد قضاء علي كرامه صاحبه،‏ وهو موقف يتنافي تماما مع مقام التكريم الذي رفع الله‏(‏ تعالي‏)‏ اليه الانسان‏.‏ من هنا كان تحذير القران الكريم من مجرد القرب من الفواحش ماظهر منها ومابطن،‏ وكانت احاديث رسولنا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ومنها الحديث الذي نحن بصدده،‏ التي جاءت تدق اجراس الخطر من اشاعه الفاحشه في المجتمعات الي حد الاعلان بها،‏ ومايستوجبه ذلك من عقاب الله العاجل بالامراض والاواجاع التي لم تكن مضت في اسلافهم‏...!!‏

ولقد صدقت الاحداث نبوءه المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ فبعد ان استباحت الحركه الصهيونيه العالميه نشر الفواحش في المجتمعات الانسانيه من اجل تدميرها،‏ والهيمنه عليها،‏ ابتداء بالزنا،‏ واللواط،‏ ونكاح المحرمات،‏ مرورا بالخمر والميسر والمخدرات،‏ وانتهاء بالتشريع للشذوذ الجنسي بمختلف صوره وعقد الزواج بين افراد الجنس الواحد،‏ والسماح لهم بالتبني وتنشئه الاطفال في مثل هذه المجتمعات الغربيه،‏ واجبار كل من المجالس التشريعيه‏ (‏ مثل مجلس العموم البريطاني‏)‏ وقاده الكنيسه الغربيه علي الاقرار بحق الشواذ في ممارسه افعالهم الفاحشه والمنافيه للفطره بحمايه القانون،‏ دون ان ينتقص ذلك من حقوقهم شيئا الي حد ان يرث بعضهم بعضا بحق الفاحشه الممارسه بينهم،‏ وان ينالوا كل ما تناله الاسره العاديه من حقوق،‏ ورعايه،‏ وحمايه من الدوله وتشريعاتها وقوانينها،‏ بل ويجدون من علماء النفس والطب النفسي والوراثه مايبرر لهم فواحشهم‏..!!!‏

فاصبحوا اليوم يعلنون عن انفسهم،‏ ويخرجون باعداد كبيره في مسيرات ومظاهرات مهينه لكرامه الانسان،‏ وجارحه لانظار المشاهدين،‏ في غير حياء ولا خجل،‏ بل يتباه بالفحش الفاضح‏..!!!‏
وقد شجعت المجاهره بالفحش مزيدا من الافراد علي الانضمام الي ركبهم الشيطاني،‏ وفيهم الوزراء والاطباء،‏ والمهندسون،‏ واساتذه الجامعات،‏ والمدرسون وغيرهم من القيادات السياسيه والاجتماعيه والدينيه والتعليميه والعلميه،‏ واصبحت لهم الاجهزه الاعلاميه التي تدافع عن انحرافاتهم،‏ وتشرع لشذوذهم،‏ وتطالب لهم بمزيد من الحقوق،‏ وتحارب كل من ينتقد اعمالهم المشينه،‏ او يحاول اصلاحهم،‏ واخراجهم من الوحل الذي يعيشون فيه‏;‏ واصبحت لهم جمعياتهم،‏ وروابطهم،‏ ونواديهم،‏ ومحافلهم التي يعلنون عنها بلا خجل‏..!!‏ والتي تجمع فيها هولاء الملوثين،‏ الدنسين القذرين من شياطين الانس‏.‏ الذين خالفوا الفطره التي فطرهم الله عليها فانحطوا بانفسهم الي ماهو ادني من مستوي الحيوانيه التي تعف عن انحطاطاتهم‏..!!‏ فعاقبهم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بامراض نقص المناعه المكتسبه من مثل مرض الايدز وهو لم يكن معروفا من قبل بين افراد البشر،‏ كما اهلك قوم لوط من قبل بعقاب لم يعرفه سابقوهم‏.‏

ومن امراض نقص المناعه المكتسبه مرض الايدز،‏ والايبولا وغيرهما،‏ ومرض الايدز الذي يعرف باسم سرطان الشواذ او باسم طاعون القرن العشرين ‏(AIDSorAcquiredImimnuno-DefiencySyndrome)‏ هو مرض جديد علي الانسان،‏ بمعني انه لم يصب به انسان من قبل حيث انه يتسبب عن فيروس مشابه لعدد من الفيروسات المعروفه باصابتها للحيوانات فقط وان كانت غير متطابقه معها وراثيا وعلي ذلك فان اصابه الانسان بهذا المرض اللعين في زمن الفوضي الجنسيه التي يعيشها عالم اليوم مما يوكد علي انه عقاب من الله‏(‏ تعالي‏),‏ فقد بدا هذا الفيروس في اجتياح عالم الرذيله في الولايات المتحده الامريكيه عام‏1978‏ م،‏ والي مطلع عام‏1981‏ كان عدد المصابين المعروفين بهذا المرض في حدود العشرات،‏ وقد تعدي عددهم الان عده ملايين في المجتمعات الاباحيه بكافه دول العالم منها عشره ملايين في امريكا وافريقيا،‏ وقرابه المليون في استراليا‏.‏

وفيروس الايدز هو احد افراد مجموعه فيروسات الحمي الراشحه،‏ وهو فيروس يختزن في جسم المصاب به الي الابد ويتتبع كريات الدم البيضاء المدافعه عن جسم الانسان فيدمرها الواحده تلو الاخري حتي يفقده اهم وسائل الدفاع الطبيعيه ويبقيه عاجزا كل العجز عن الدفاع عن نفسه،‏ وعرضه للاصابه بانواع عديده من الامراض التي يغلب عليها الجسم السليم في الظروف العاديه،‏ ويجعله عرضه للاصابه ببعض الامراض الخبيثه حتي يقضي عليه بالموت بعد معاناه والام مبرحه لفترات قد تطول او تقصر،‏ وذلك لانهيار جهاز المناعه في الجسم بالكامل‏.‏

هذا بالاضافه الي الامراض الجنسيه الملازمه للممارسه الفاحشه وهي ايضا امراض مصاحبه بالام مبرحه للغايه ولم تتمكن شركات الادويه من انتاج عقاقير يمكنها القضاء علي فيروس الايدز،‏ ولكن كل ما امكنها انتاجه هو عدد من المسكنات لبعض اعراض المرض المولمه جدا،‏ وهذه المسكنات مقززه في شكلها ومظهرها ومذاقها‏.‏
وصدق الله العظيم اذ يقول‏:‏ ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشه وساء سبيلها‏*(‏ الاسراء‏:32)‏
واذ يقول‏:‏ ولوطا اذ قال لقومه اتاتون الفاحشه ما سبقكم بها من احد من العالمين‏*‏ انكم لتاتون الرجال شهوه من دون النساء بل انتم قوم مسرفون‏*‏ وما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون‏*‏ فانجيناه واهله الا امراته كانت من الغابرين‏*‏ وامطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبه المجرمين‏* (‏ الاعراف‏:80‏ ‏84)‏
وصدق رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ اذ قال قولته الشريفه‏:‏ لم تظهر الفاحشه في قوم قط حتي يعلنوا بها الا فشي فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن مضت في اسلافهم الذين مضوا‏.‏


وياتي العلم التجريبي،‏ وتاتي الاحداث لتوكد صدق هذا الحديث النبوي الشريف الذي نطق به المصطفي ‏(‏ عليه افضل الصلاه وازكي التسليم‏)‏ من قبل الف واربعمائه سنه،‏ والبشريه لم تدرك حقيقه ذلك الا في العقدين الاخيرين من القرن العشرين،‏ وهذا من الادله القاطعه علي صدق نبوه هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم،‏ الذي كان موصولا بالوحي،‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والارض فصلي الله وسلم وبارك عليه،‏ وعلي اله وصحبه اجمعين،‏ وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين‏.‏

إرسال تعليق