اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

2:59 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي

الإشارات الكونيه في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية‏ 4
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم 

أجمل القران الكريم خلق السماوات والأرض في ثلاثه مواضع‏،‏ يقول فيها ربنا‏ (‏ تبارك وتعالي )

‏(1)‏ والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ‏(‏ الذاريات‏:47)‏

‏(2)‏ أولم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون‏ (‏الانبياء‏:30)‏

‏(3)‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏،‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏،‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏،‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12)

وقد ثبت علميا منذ الثلث الاول للقرن العشرين‏،‏ ان من صفات الكون الذي نحيا فيه‏،‏ انه كون دائم الاتساع الي ما شاء الله‏،‏ بمعني ان المجرات فيه تتباعد عن مجرتنا وعن بعضها البعض بسرعات تقترب احيانا من سرعه الضوء‏.‏

كذلك ثبت ان هذا الكون الشاسع الاتساع‏،‏ الدقيق البناء‏،‏ المحكم الحركه‏،‏ والمنضبط في كل امر من اموره‏،‏ قد بدا خلقه من جرم واحد متناه في ضاله الحجم الي مايقرب الصفر اي العدم‏،‏ ومتناه في تعاظم كثافته ودرجه حرارته الي حد تتوقف عنده جميع القوانين الفيزيائيه‏،‏ كما تتلاشي كل ابعاد المكان والزمان‏،‏ وان من هذه النقطه المتناهيه في الضاله بدا خلق الكون بالامر الالهي كن في عمليه اطلق عليها كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكيه اسم الانفجار الكوني العظيم‏.

وقد ادي هذا الانفجار الكوني الي غلاله من الدخان الذي خلق منه كل من الأرض والسماء وما بينهما‏.‏

السماوات والأرض في القران الكريم

 وردت لفظه السماء بالافراد والجمع في القران الكريم في ثلاثمائه وعشره‏(310)‏ مواضع‏،‏ منها مائه وعشرون‏(120)‏ مره بالافراد‏،‏ ومائه وتسعون‏(190)‏ مره بالجمع‏،‏ وتعبير السماء مستمد من السمو اي الارتفاع والعلو‏،‏ ولذا قالت العرب‏:‏ كل ما علاك فاظلك فهو سماء‏.‏

كذلك وردت لفظه الأرض بمشتقاتها في كتاب الله‏(‏ تعالي‏)‏ في اربعمائه واحدي وستين‏(461)‏ موضعا‏.

وفي الغالبيه الساحقه من تلك المواضع‏،‏ نجد ان لفظه السماء‏(‏ بالجمع او بالمفرد‏)‏ قد ذكرت قبل الأرض‏،‏ وفي عدد قليل من الايات قد جاء ذكر الأرض قبل السماء‏،‏ من مثل قوله‏(‏ تعالي‏):‏ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏(‏ البقره‏:29).‏

وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء‏....(‏ البقره‏:22).‏ وقوله‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏ تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلي‏،‏ الرحمن علي العرش استوي‏،‏ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري ‏(‏ طه‏:4‏ ‏6).‏

وقوله‏(‏ سبحانه‏):‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏...‏ الي ان قال‏(‏ عز من قائل‏):‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏...(‏ فصلت‏:9‏ ‏11).‏

وقد احتار العلماء والمفسرون في تحديد ايهما كان الاسبق بالخلق‏،‏ الأرض ام السماوات؟ ام انهما قد خلقا في وقت واحد؟ وينسون ان الزمن من خلق الله‏،‏ وان القبليه والبعديه اصطلاحات بشريه‏،‏ لا مدلول لها بالقياس الي الله‏(‏ تعالي‏)،‏ الذي لا يحده الزمان ولا المكان‏.‏

ففي تفسير الايه رقم‏(29)‏ من سوره البقره‏،‏ راي العديد من المفسرين ان معناها ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق جميع النعم الموجوده في الأرض لمنفعه الناس‏،‏ ثم توجهت ارادته‏(‏ تعالي‏)‏ الي السماء فجعل منها سبع سماوات‏،‏ وهو تعالي محيط بكل شيء‏،‏ عالم بتفاصيله‏.‏

والاستواء الالهي رمز للسيطره الكليه‏،‏ والقصد باراده الخلق‏،‏ والتكوين‏،‏ والتسويه للكون بارضه وسمائه‏،‏ وهو تعالي خالق هذا الكون ومدبره‏،‏ ربه ومليكه‏،‏ وياتي ذلك في معرض الاستنكار والاستهجان لكفر الكافرين من الناس بالخالق‏،‏ المبدع‏،‏ المهيمن‏،‏ المسيطر علي الكون‏،‏ الذي سخر لهم الأرض بكل مافيها‏،‏ وسخر لهم السماوات بما يحفظ الحياه علي الأرض ويجعلها ممكنه لهم‏.‏

وقال ابن جزي في كتابه المعنون التسهيل في علوم التنزيل الجزء الاول ص‏43‏ ما نصه‏:‏ وهذه الايه‏:[‏ خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء‏...]‏ تقتضي انه‏(‏ سبحانه‏)‏ خلق السماء بعد الأرض‏،‏ وقوله‏(‏ تعالي‏):‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏...‏ ظاهره خلاف ذلك‏،‏ والجواب من وجهين‏:‏ احدهما ان الأرض خلقت قبل السماء‏،‏ ودحيت بعد ذلك‏،‏ فلا تعارض‏،‏ والاخر تكون ثم لترتيب الاخبار‏.‏

وقال ابن كثير‏:[...‏ والاستواء هنا يتضمن معني القصد والاقبال لانه عدي بالي‏،(‏ فسواهن‏)‏ اي فخلق السماء سبعا‏،‏ والسماء هنا اسم جنس‏،‏ فلهذا قال‏:(‏ فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏)،‏ اي وعلمه محيط بجميع ما خلق‏...‏

ففي هذا دلاله علي انه‏(‏ تعالي‏)‏ ابتدا بخلق الأرض اولا ثم خلق السماوات سبعا‏....،‏ وقد صرح المفسرون بذلك كما سنذكره‏،‏ فاما قوله‏(‏ تعالي‏):‏ اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏،‏ رفع سمكها فسواها‏،‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏،‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏،‏ فقد قيل‏:‏ ان ثم هنا انما هي لعطف الخبر علي الخبر‏،‏ لا لعطف الفعل علي الفعل‏...]‏ واضاف ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏):[‏ وقيل ان الدحي كان بعد خلق السماوات والأرض رواه علي بن ابي طلحه عن ابن عباس‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنهما‏).‏

وقال مجاهد في قوله تعالي‏:(‏ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا‏)‏ قال‏:‏ خلق الله الأرض قبل السماء‏....‏ فهذه وهذه دالتان علي ان الأرض خلقت قبل السماء‏،‏ وهذا ما لا اعلم فيه نزاعا بين العلماء الا ما نقله ابن جرير عن قتاده انه زعم ان السماء خلقت قبل الأرض‏،‏ وقد توقف في ذلك القرطبي في تفسيره لقوله تعالي‏:(‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏،‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏،‏ والجبال ارساها‏)‏ قالوا‏:‏ فذكر خلق السماء قبل الأرض‏،‏ وفي صحيح البخاري ان ابن عباس سئل عن هذا بعينه‏،‏ فاجاب بان الأرض خلقت قبل السماء‏،‏ وان الأرض انما دحيت بعد خلق السماء‏،‏ وكذلك اجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا‏....]‏

وقال عدد من المفسرين المحدثين ان لفظ خلق في هذه الايه الكريمه‏[‏ رقم‏(29)‏ من سوره البقره‏]‏ يعني التقدير دون الايجاد‏،‏ بمعني ان جميع مكونات الأرض من نوي العناصر كانت جاهزه في الدخان الكوني الناتج عن عمليه فتق الرتق‏(‏ الانفجار العظيم‏)،‏ ولو ان كوكب الأرض لم يكن قد تم تشكيله بعد‏،‏ ثم توجهت اراده الله الي السماء وهي دخان فخلق منها سبع سماوات كما خلق الأرض‏،‏ ويتضح ذلك من قوله‏(‏ تعالي‏):‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏،‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏،‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏،‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12).‏

ويستنتج من هذه الايات الكريمه‏،‏ ان الأرض قد خلقت من السماء الدخانيه علي مراحل اربع متتاليه‏،‏ بينما تم تشكيل السماء الدخانيه علي هيئه سبع سماوات علي مرحلتين‏،‏ وتم دحو الأرض بمعني تكوين كل من اغلفتها الغازيه‏،‏ والمائيه‏،‏ والصخريه بعد ذلك استنادا الي قوله‏(‏ تعالي‏):‏ اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏،‏ رفع سمكها فسواها‏،‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏،‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏،‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏،‏ والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم‏ (‏ النازعات‏:27‏ ‏33).‏

وهذه الايات الكريمه جاءت في مقام الاحتجاج علي منكري البعث‏،‏ فيسالهم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هل خلقكم اكبر من خلق السماء التي بنيناها بهذه السعه المبهره‏،‏ والنظام الدقيق‏،‏ والانضباط في الحركه‏،‏ والاحكام في العلاقات‏،‏ والارتباط بتلك القوي الخفيه‏،‏ والاشعاعات غير المرئيه التي تتحرك كامر كوني واحد‏،‏ بسرعات كونيه عظمي لتربط بلايين النجوم والكواكب والكويكبات والاقمار والمذنبات في داخل المجرات‏،‏ كما تربط مئات البلايين من المجرات مع بعضها البعض في ركن من السماء الدنيا التي لا يستطيع العلم ادراك ابعادها‏،‏ ولا تحقيق ما فوقها‏.‏

واما قوله‏(‏ تعالي‏)‏ رفع سمكها فمعناه جعل ارتفاعها عظيما‏،‏ اشاره الي المسافات الفلكيه المذهله‏،‏ التي تقدر بعشرات البلايين من السنين الضوئيه‏.‏

وقوله‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ اغطش ليلها واخرج ضحاها اي اظلم ليلها‏،‏ وجعله حالك السواد‏،‏ واخرج ضحاها اي انار نهارها‏،‏ بخلق النجوم مثل شمسنا وسط ظلام السماء الحالك‏،‏ فارسلت بضيائها الي ارضنا في وضح النهار فقامت هباءات الغبار‏،‏ وبخار الماء في الجزء السفلي من الغلاف الغازي للارض بتشتيت ضوء الشمس‏،‏ واظهاره بهيئه النور الابيض الذي نراه في نهار الأرض‏.‏

وبعد ذلك تذكر الايات الكريمه انه قد تم دحو الأرض‏،‏ الابتدائيه الي شكلها الحالي باغلفتها المختلفه‏،‏ والدحو لغه هو المد والبسط والالقاء‏،‏ وهو كنايه عن الثورانات البركانيه العنيفه التي اخرج بها ربنا ‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ من جوف الأرض كل غلافها الغازي والمائي والصخري‏.‏

وهذه كلها مراحل متتاليه في تهيئه الأرض لاستقبال الحياه‏،‏ وقد تمت بعد بناء السماوات السبع من الدخان الكوني الناتج عن عمليه فتق الرتق‏(‏ الانفجار الكوني العظيم‏).‏

علوم الكون وخلق السماوات والأرض

من بديع القدره الالهيه‏،‏ ومن الشهادات الناطقه لله بالوحدانيه المطلقه بغير شريك‏،‏ ولا شبيه‏،‏ ولا منازع ان يلتقي الكون في اكبر وحداته مع الكون في ادق دقائقه‏،‏ فيلتقي علم الكون الحديث ‏(ModernCosmology)‏ بعلم الفيزياء الجزئيه او فيزياء الجسيمات الاوليه للماده ‏(ParticlephysicsOrElementaryParticlePhysics)‏ فدراسات الجسيمات الاوليه في داخل الذره بدات تعطي ابعادا مبهره لتفهم عمليه خلق الكون‏،‏ ومراحله المختلفه‏.‏

ففي الثلث الاول من القرن العشرين‏،‏ تساءل علماء الفلك عن مصدر الطاقه في النجوم واقترحوا امكانيه كونها عمليه معاكسه للانشطار النووي ‏(NuclearFission)‏  واطلقوا عليها اسم عمليه الاندماج النووي ‏(NuclearFusion)،‏ وهي عمليه يتم بها اندماج نوي العناصر الخفيفه لتكوين عناصر اعلي في وزنها الذري‏.‏

وفي الثلاثينيات اقترح هانز بيته ‏(HansBethe)‏ عددا من سلاسل التفاعلات النوويه داخل النجوم‏،‏ التي تتحد فيها اربع نوي لذرات الايدروجين ‏(HydrogenNuclei)‏ لتكون نواه واحده من نوي ذرات الهيليوم ‏(HeliumNuclei)‏ وذلك في قلب نجم كشمسنا تصل درجه الحراره فيه الي‏15‏ مليون درجه مطلقه‏،‏ اما في النجوم الاشد حراره من ذلك‏،‏ فان نوي ذرات الهيليوم تتحد لتكون نوي ذرات الكربون ‏12،‏ وربما تستمر عمليه الاندماج النووي لتخليق نوي ذرات اعلي وزنا بسلاسل اقوي من التفاعلات النوويه‏.‏

وفي سنه‏1957‏ م تمت صياغه نظريه تخليق نوي العناصر المختلفه في داخل النجوم ‏(Synthesis of the Elements in Stars)‏ بواسطه اربعه من الفلكيين المعاصرين هم‏:

مارجريت وجفري بيربردج‏،‏ (Margaret and Geoffrey Burbridge) وليام فاولر‏،‏ فرد هويل (William A-Fowler and Fred Hoyle) بتاريخ اكتوبر سنه‏1957‏ م وذلك في  بحث قدموه الي مجله الفيزياء الحديثة (Reviews of Modern Physics, no4, vol29, October, 1957) وقد تمكن علماء الفلك من تفسير التوزيع النسبي للعناصر المختلفه في الجزء المدرك من الكون بناء علي هذه النظريه‏،‏ كما تمكنوا من تفسير تطور الكون المدرك من دخان يغلب علي تركيبه غاز الايدروجين مع قليل من ذرات الهيليوم الي الكون الحالي‏،‏ الذي يضم في تركيبه اكثر من مائه من العناصر المعروفه والتي تندرج خواصها الطبيعيه والكيميائيه بناء علي ما تحتويه ذره كل منها من اللبنات الاوليه للماده‏،‏ بحيث تم ترتيبها في جدول دوري حسب اعدادها الذريه‏،‏ بدءا من اخفها وابسطها بناء‏(‏ وهو غاز الايدروجين‏)،‏ الي اثقلها واعقدها بناء وهو اللورنسيوم ‏(Lawrencium, Lw)،‏ وفق نظام محكم دقيق ينبيء بخواص العنصر من موضعه في الجدول الدوري للعناصر‏.

تخليق العناصر منذ بدايه خلق الكون

يبدو ان تخليق العناصر المختلفه بعمليه الاندماج النووي لنظائر‏،‏ كل من غازي الايدوجين والهيليوم‏،‏ قد بدات منذ اللحظات الاولي للانفجار الكوني الكبير‏(‏ او فتق الرتق‏)،‏ وبدات بتدرج يتفق مع ترتيب العناصر في الجدول الدوري‏،‏ بمعني ان العناصر الخفيفه بدات في تخلقها قبل العناصر الثقيله‏،‏ وان العناصر الثقيله لابد انها قد تكونت في داخل النجوم الشديده الحراره من مثل المستعرات وفوق المستعرات ‏(Novae and Supernovae)،‏ او في اثناء انفجارها‏.‏

ومن الاكتشافات الحديثه ان الماده ‏(Matter)‏ لها اضدادها ‏(Antimatter)‏ وان كل جسيم من الجسيمات الاوليه المكونه لذرات المواد له جسم مضاد بنفس الكتله ولكنه يحمل صفات مضاده‏، (Particle and Antiparticle)،‏ وذلك من مثل البروتون واضداد البروتون‏ (Proton and Antiproton)،‏ والنيوترون واضداد النيوترون ‏(Neutron and Antineutron)،‏ الاليكترون وضده او البوزيترون ‏(Electron and Anti-electron or Positron)،‏ وان نوي الذرات تتكون من جسيمات دقيقه تسمي الباريونات ‏(Baryons)،‏ من مثل البروتونات والنيوترونات‏،‏ وان هذه ايضا لها اضدادها ‏(Antibaryons)،‏ وهكذا‏.‏

وعند التقاء اي جسيم من جسيمات الماده وضده فانهما يفنيان ويتحولان الي طاقه علي هيئه اشعه جاما حسب القانون‏:‏ الطاقه الناتجه‏ =‏ الكتله‏*‏ مربع سرعه الضوء‏.‏

وقد ثبت علميا ان الماده واضدادها علي مختلف المستويات قذ خلقت بكميات متساويه عقب عمليه الانفجار الكوني مما يوكد حقيقه الخلق من العدم‏،‏ وامكان الافناء الي العدم‏.‏

وفي سنه‏1980‏ م منح كل من جيمس و‏.‏ كرونين‏،‏ فال فيتش ‏(Jamesw Cronin and Val Fitch)‏ جائزه نوبل في الفيزياء لاثباتهما بالتجربه القابله للتكرار والاعاده‏،‏ ان افناء بعض الجسيمات الاوليه للماده بواسطه اضدادها لا يتم بتماثل كامل‏،‏ ومن هنا كان بقاء الماده في الكون وعدم فنائها بالكامل‏.‏

وفي سنه‏1983‏ م حصل وليام فاولر ‏(William A. Fowler)‏ علي جائزه نوبل في الفيزياء مناصفه مع اخرين لجهوده في تفسير عمليه تخليق نوي ذرات العناصر المختلفه بواسطه الاندماج النووي‏.‏

مراحل خلق الكون عند كل من الفلكيين والفيزيائيين

باستخدام الحسابات التي وظفت فيها الحواسيب العملاقه‏،‏ تمكن كل من الفلكيين والفيزيائيين المعاصرين من وضع تصور لمراحل خلق الكون علي النحو التالي‏:‏

‏(1)‏ بعد لحظات من عمليه الانفجار الكوني العظيم‏(‏ تقدر بنحو‏10‏ ‏35‏ من الثانيه‏)،‏ كان بالكون تساو بين الباريونات واضدادها من جهه‏،‏ وبين فوتونات الضوء ‏(photons)‏

من جهه اخري‏،‏ وكانت الباريونات واضدادها يفني بعضها بعضا منتجه الطاقه التي يعاد منها تخليق الجسيمات الاوليه للماده واضدادها‏.‏

وهذه النظريه التي تشير الي تساوي كميات الماده واضدادها في الكون المدرك‏،‏ توكد ان اختلافا في هذا التساوي لا تتعدي نسبته واحدا في المائه مليون‏،‏ يمكن ان يفسر غلبه نسبه الماده علي نسبه اضدادها في الكون الراهن‏،‏ وذلك بتحول نسبه من الفوتونات الناتجه عن افناء الاضداد لبعضها البعض الي باريونات‏(‏ اللبنات الاوليه المكونه لنوي ذرات العناصر‏)،‏ وتتم هذه العمليه عن طريق انتاج باريون واحد عن كل مائه مليون فوتون‏،‏ كما يوكد ذلك الخلفيه الاشعاعيه الحاليه للكون المنظور‏،‏ وبعد فناء اغلب البروتونات واضدادها بدا الكون في الاتساع‏،‏ ويحتمل وجود كميه من النيوترينوات ‏(Neutrinos)‏ باقيه في كوننا المدرك‏،‏ نظرا لضعف تفاعلها مع اضدادها فلم تفن بالكامل‏.‏

‏(2)‏ بعد مضي ثانيه واحده علي الانفجار الكوني العظيم‏،‏ تقدر الحسابات النظريه ان كميه الطاقه المتوافره في الكون اصبحت تسمح بتكون جسيمات ادق مثل الاليكترون‏،‏ الذي يحمل شحنه سالبه وضده البوزيترون الذي يحمل شحنه موجبه ‏(Electron and Antielectron or Posifron)‏ وقد افنت هذه الجسيمات بعضها بعضا‏،‏ تاركه وراءها محيطا من الاشعاع الحار علي هيئه فوتونات الضوء التي انتشرت في كل الكون‏،‏ والتي تدرك اثارها اليوم فيما يعرف باسم الخلفيه الاشعاعيه للكون‏،‏ والتي تشير الي تناقص كل من كثافه الكون ودرجه حرارته باستمرار مع الزمن‏.‏

‏(3)‏ بعد نحو خمس ثوان من عمليه الانفجار الكوني‏،‏ تشير الحسابات النظريه الي ان درجه حراره الكون انخفضت الي عده بلايين من الدرجات المطلقه‏،‏ ولم يكن موجودا بالكون سوي عدد من الجسيمات الاوليه لكل من الماده والطاقه من مثل البروتونات ‏(Protons)،‏ والنيوترونات ‏(Neutrons)،‏ والاليكترونات‏ (Electrons)،‏ والنيوترينوات ‏(Neutrinos)،‏ والفوتونات ‏(photons).‏

‏(4)‏ بعد نحو مائه ثانيه من الانفجار الكوني‏(‏ فتق الرتق‏)‏ تقدر الحسابات النظريه‏،‏ ان درجه حراره الكون قد انخفضت الي نحو البليون درجه مطلقه‏،‏ فبدات البروتونات والنيوترونات في الاتحاد بعمليه الاندماج النووي لتكون نوي ذرات نظائر كل من الايدروجين والهيليوم والليثيوم علي التوالي‏.

وتشير كل من الحسابات الرياضيه والتجارب المختبريه‏،‏ الي ان اول النوي الذريه تكونا كانت نوي ذره نظير الايدروجين الثقيل المعروف باسم ديوتيريوم ‏(Deuterium)،‏ ثم تلته نوي ذرات نظائر الهيليوم‏.‏

‏(5)‏ بعد دقائق من الانفجار الكوني العظيم‏،‏ تشير الحسابات النظريه الي ان درجه حراره الكون قد انخفضت الي مائه مليون درجه مطلقه‏،‏ مما شجع علي الاستمرار في عمليه الاندماج النووي‏،‏ حتي تم تحويل‏25%‏ من كتله الكون المدرك الي غاز الهيليوم‏،‏ وبقيت غالبيه النسبه الباقيه‏(75%)‏ غاز الايدروجين‏،‏ وينعكس ذلك علي التركيب الحالي للكون المدرك‏،‏ الذي لايزال الايدروجين مكونه الاساسي بنسبه تزيد قليلا علي‏74%،‏ يليه الهيليوم بنسبه تبلغ‏24%،‏ وباقي المائه وخمسه من العناصر المعروفه تكون اقل من‏2%.

ولذلك يعتقد الفلكيون المعاصرون ان تخلق العناصر في كوننا المدرك‏،‏ قد تم علي مرحلتين متتاليتين تكون في الاولي منهما العناصر الخفيفه عقب عمليه الانفجار الكوني مباشره‏،‏ وتكونت في المرحله الثانيه العناصر الثقيله‏،‏ بالاضافه الي كميات جديده من معظم العناصر الخفيفه‏،‏ وذلك في داخل النجوم خاصه الشديده الحراره منها‏،‏ مثل المستعرات‏،‏ او في مراحل انفجارها علي هيئه فوق المستعرات‏.‏

دعوة قرانيه لاعاده التفكير

اشرنا في الاسطر السابقه الي ان كلا من الحسابات النظريه في مجالي علمي الفلك والفيزياء‏،‏ تدعو الي الاعتقاد بان تخلق العناصر المعروفه لنا في الكون قد تم بعمليه الاندماج النووي علي مرحلتين كما يلي‏:‏

المرحله الاولي‏:‏ وقد تكونت فيها العناصر الخفيفه عقب عمليه الانفجار الكوني مباشره‏.‏

المرحله الثانيه‏:‏ وقد تكونت فيها العناصر الثقيله بالاضافه الي كميات جديده من العناصر الخفيفه‏،‏ ولاتزالان تتكونان في داخل النجوم‏،‏ وفي مراحل استعارها وانفجارها المختلفه‏.‏

ولكن الايه التاسعه والعشرين من سوره البقره تقرر ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق لنا ما في الأرض جميعا قبل تسويه السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات‏.‏

ويويد ذلك ما جاء في الايات‏(9‏ ‏12)‏ من سوره فصلت‏،‏ ومعني هذه الايات مجتمعه ان كل العناصر اللازمه للحياه علي الأرض‏،‏ بل ان الأرض الابتدائيه ذاتها كانت قد خلقت قبل تمايز السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات‏.‏

فهل يمكن لكل من علماء الفلك‏،‏ والفيزياء النظريه‏،‏ والأرض المسلمين مراجعه الحسابات الحاليه انطلاقا من هذه الايات القرانيه الكريمه‏،‏ لاثبات ذلك‏،‏ فيخلصون الي سبق قراني كوني معجز يثبت المومنين علي ايمانهم‏،‏ ويكون دعوه مقنعه لغير المسلمين في زمن فتن الناس بالعلم ومعطياته فتنه كبيره؟ كما يكون في ذلك تصحيح للوضع الخاطيء الذي ننتظر فيه قدوم الكشوف العلميه من غير المسلمين حتي ندرك وجودها في كتاب الله او في سنه رسوله‏ (‏ صلي الله عليه وسلم‏)،‏ فندرك الدلاله العلميه لذلك‏،‏ ونلمح شيئا من الاعجاز فيه‏!!!‏

ترتيب خلق السماوات والأرض‏:‏

سبق ان اشرنا مرارا‏،‏ الي ان عمليه الخلق‏(‏ خلق الكون‏،‏ خلق الحياه وخلق الانسان‏)،‏ هي من الامور الغيبيه التي لا تخضع مباشره لادراك الانسان‏،‏ كما قال ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏ ما اشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا‏ (‏ الكهف‏:51).‏

ولكن من رحمه الله‏(‏ تعالي‏)‏ انه قد ابقي لنا في صفحه السماء‏،‏ وفي صخور الأرض من الشواهد الحسيه‏،‏ ما يمكن ان يعيننا علي استقراء ذلك‏،‏ كما ابقي لنا في محكم كتابه وفي سنه خاتم انبيائه ورسله من الايات والاحاديث‏،‏ ما يمكن ان يدعم هذا الاستقراء او ان يهذبه‏.‏

وفي ذكره لايات خلق السماوات والأرض‏،‏ يقدم القران الكريم السماء‏/‏ السماوات علي الأرض في الغالبيه العظمي من الايات‏،‏ التي تشير اليهما‏،‏ فيما عدا خمس ايات قدم فيها ذكر الأرض علي ذكر السماء‏،‏ وهي علي التوالي‏،‏ قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

‏(1)‏ الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء‏... (‏ البقره‏:22)‏

‏(2)‏ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏ (‏ البقره‏:29)‏

‏(3)‏ تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلي‏ (‏ طه‏:4)‏

‏(4)‏ الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء‏.... (‏ غافر‏:64)‏

‏(5)‏ قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين‏،‏ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر اقواتها في اربعه ايام سواء للسائلين‏،‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتنا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين‏،‏ فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم‏ (‏ فصلت‏:9‏ ‏12).‏

والايتان الاولي والرابعه‏ (‏ البقره‏:22،‏ غافر‏:64)‏ هما من الايات الوصفيه التي لا تتعرض لترتيب الخلق‏،‏ والايه الثالثه‏(‏ طه‏:4)‏ جاء الترتيب فيها لموافقه النظم في السوره التي ذكرت فيها السماء قبل الأرض بعد ايه واحده‏.‏

اما الايه الثانيه‏(‏ البقره‏:29)‏ فواضحه الدلاله علي خلق جميع العناصر اللازمه لبناء الأرض قبل خلق السماوات السبع‏،‏ وذلك لانه من الثابت علميا والراجح منطقيا ان خلق العناصر سابق علي خلق الأرض وخلق جميع اجرام السماء‏،‏ وان خلق الوحدات الكونيه الكبري كالسدم والمجرات سابق علي ما يتخلق بداخلها من نجوم وتوابع تلك النجوم‏،‏ من الكواكب والكويكبات‏،‏ والاقمار والمذنبات‏.‏

واما الايات الخامسه ‏(‏ فصلت‏:9‏ ‏12)‏ فتشير الي ان خلق الأرض الابتدائيه كان سابقا علي تمايز السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات‏،‏ وان دحو الأرض الابتدائيه‏(‏ بمعني تكون اغلفتها الغازيه والمائيه والصخريه‏)‏ جاء بعد ذلك‏،‏ ويدعم هذا الاستنتاج ما جاء في سوره‏(‏ النازعات‏)‏ من قول الحق ‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

اانتم اشد خلقا ام السماء بناها‏،‏ رفع سمكها فسواها‏،‏ واغطش ليلها واخرج ضحاها‏،‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏،‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏،‏ والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم‏ (‏ النازعات‏:27‏ ‏33).‏

وفي الايات‏(9‏ ‏12)‏ من سوره فصلت‏،‏ يخبرنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بانه قد خلق الأرض في يومين‏(‏ اي علي مرحلتين‏)،‏ وجعل لها رواسي‏،‏ وبارك فيها‏،‏ وقدر فيها اقواتها في اربعه ايام‏(‏ اي اربع مراحل‏)،‏ ثم خلق السماوات في يومين‏(‏ اي مرحلتين‏)،‏ وهو القادر علي ان يقول للشيء كن فيكون‏،‏ ولكن هذا التدرج كان لحكمه موداها ان يفهم الانسان سنن الله في الخلق‏.

وقد يلتبس علي القاريء لاول وهله‏،‏ ان خلق الأرض وحدها قد استغرق سته ايام‏(‏ اي ست مراحل‏)،‏ وان خلق السماء قد استغرق يومين‏(‏ اي مرحلتين‏)،‏ فيكون خلق السماوات والأرض قد استغرق ثمانيه ايام ‏(‏ ثماني مراحل‏)،‏ والايات القرانيه التي توكد خلق السماوات والأرض في سته ايام‏(‏ اي ست مراحل‏)‏ عديده جدا‏،‏ ولكن الايات من سوره‏(‏ فصلت‏)‏ تشير الي ان يومي خلق الأرض‏،‏ هما يوما خلق السماوات السبع‏،‏ وذلك لان الامر الالهي كان للسماء وللارض معا‏،‏ لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين ‏(‏ فصلت‏:11)،‏ وان كان بعض المفسرين يرون خلاف ذلك‏،‏ الا ان غالبيتهم تري ان حرف العطف ثم لايدل هنا علي الترتيب والتراخي‏،‏ ولكنه يدل علي بعد عمليه الاستواء والتسويه للسماوات السبع من السماء الدخانيه الاولي‏،‏ لان من معاني ثم‏=‏ هناك‏،‏ وهو اشاره للبعيد بمنزله هنا للقريب‏.‏

وعلي ايه حال‏،‏ فاذا كان الزمان والمكان مقيدين لنا في هذه الحياه الدنيا‏،‏ فان الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو مبدع كل من الزمان والمكان وخالقهما‏،‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ بالقطع فوق قيودهما‏.‏

وعلماء الفيزياء الفلكيه يقولون ان الذي يتحكم في سلوك الجرم السماوي‏،‏ هو كم الماده والطاقه التي ينفصل بهما هذا الجرم عن غلاله الدخان الكوني‏،‏ فالذي يجعل الأرض كوكبا ذا قشره صلبه‏،‏ له غلاف غازي‏،‏ وغلاف مائي يجعلانها صالحه للعمران‏،‏ هو كتله الماده وكم الطاقه التي انفصلت بهما عن الشمس او عن السديم الذي تكونت منه الشمس وكواكبها‏،‏ والامر الذي يجعل القمر تابعا صغيرا‏،‏ ليس له غلاف غازي ولا غلاف مائي‏،‏ وغير صالح لحياه شبيهه بحياتنا الأرضيه‏،‏ هو الكتله التي انفصل بها‏،‏ والذي يجعل الشمس نجما مضيئا‏،‏ متوهجا بذاته هي الكتله‏،‏ وهكذا‏.‏

والسوال الذي يفرض نفسه هو‏:‏ من الذي قدر تلك الكتل؟ والجواب المنطقي الوحيد هو‏:‏ الله خالق الكون‏،‏ ومبدع الوجود‏...!!!‏

ونعود مره اخري‏،‏ الي تلك الايه القرانيه المبهره التي بدانا بها‏،‏ والتي يقول فيها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم‏ (‏ البقره‏:29).‏

ونتساءل‏:‏ هل من علماء الكون والفيزياء النظريه المسلمين‏،‏ من يمكنه ان ينطلق من هذه الايه القرانيه الكريمه ليثبت سبق القران الكريم بالاشاره الي حقيقه خلق جميع العناصر اللازمه للحياه علي الأرض‏،‏ قبل تسويه السماء الدخانيه الاولي الي سبع سماوات؟ في وقت يجمع فيه اهل هذا الاختصاص علي ان العناصر الثقيله في الكون لم تتخلق الا في داخل النجوم؟ هذا موقف تحد عظيم ارجو ان يتقدم له قريبا احد علماء المسلمين في هذا الاختصاص‏.‏

بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 11/6/2001 ضمن سلسلة "الإشارات الكونية في القرآن الكريم" تحت عمود "من أسرار القرآن"

إرسال تعليق