بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 6 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية"

من الإعجاز العلمي في السنه النبوية: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
يروي عن رسول الله( صلي الله عليه وسلم) قوله:
صوموا لرويته وافطروا لرويته، فان غم عليكم فاكملوا عده شعبان ثلاثين يوما وقد روي الحديث بروايات عده في اغلب كتب السنه منها ما يلي:
(1) لا تصوموا حتي تروا الهلال، ولا تفطروا حتي تروه، فان غم عليكم فاقدروا له
(2) الشهر تسع وعشرون ليله فلا تصوموا حتي تروه، فان غم عليكم فاكملوا العده ثلاثين.
(3) انا امه اميه لانكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا يعني مره تسعه وعشرين، ومره ثلاثين.
ويشترك في تحديد الشهر القمري حركات كل من القمر والارض والشمس واوضاعها النسبيه الناتجه عن تلك الحركات، والقمر تابع للارض لايفارقها في دورانها حول محورها، ولا في سبحها حول الشمس، وهو يدور حول محوره بنفس سرعه دورانه حول الارض ولذا يواجهها دائما بوجه واحد، وبذلك يدور حول نفسه دوره واحده في كل شهر عربي، تمثل يومه الذي يقتسمه ليلا ونهارا يطول كل منهما الي نصف طول الشهر القمري( نصف14 الي15 يوما).
وبمجرد خروج القمر من مرحله المحاق( مرحله الاقتران او اجتماع الارض والقمر والشمس علي استقامه واحده مع وجود القمر بين الارض والشمس) يولد الهلال الجديد، و بدورانه حول الارض تزداد مساحه الجزء المنير من القمر بالتدريج حتي يصل الي التربيع الاول، فالاحدب الاول، فالبدر( مرحله الاستقبال التي تكون فيها الارض بين القمر، والشمس)، ثم باستمرار دورانه حول الارض تبدا مساحه الجزء المنير من القمر كما نراه من فوق سطح الارض في التناقص بالتدريج حتي يصل الي الاحدب الثاني ثم التربيع الثاني ثم الهلال الاخير ثم يختفي في مرحله المحاق الي مولد الهلال الثاني وطول الشهر القمري، يتراوح بين29 يوما،19 ساعه و29 يوما،5 ساعات، ويبلغ في المتوسط(29،53) يوم، وبذلك يكون الشهر مره29 يوما، ومره30 يوما، وهذا نص حديث رسول الله. ومولد الهلال الجديد يقتضي السبق الظاهري للشمس في غروبها بالنسبه الي غروب القمر، وخروج القمر من ضوء الشمس حتي يمكن رويه الهلال بعد غروب الشمس.
والشهر القمري الشرعي يبدا برويه الهلال الجديد بعد غروب الشمس، وينتهي برويه الهلال الوليد للشهر التالي بعد غروب الشمس كذلك، وبذلك تكون الفتره الزمنيه لهذا الشهر اياما صحيحه، وهي اما تسعه وعشرون يوما واما ثلاثون يوما.
ولاسباب فلكيه عديده قد يحدث ان تتوالي الاشهر الناقصه او الاشهر الكامله مره او مرتين. واذا رئي الهلال الجديد( رؤيه شرعيه صحيحه بعد غروب الشمس) في مكان ما من الارض، فقد دخل الشهر بالنسبه لجميع الاماكن التي تشترك مع هذا المكان في خط اتحاد المطالع في هذا اليوم،كما انه يجب ان يكون اكثر ظهورا في الاماكن التي تقع الي الغرب من هذا الخط في جميع انحاء الارض، واما الاماكن التي تقع الي الشرق من هذا الخط من خطوط اتحاد المطالع فان الهلال الجديد يري فيها في الليله التاليه ويكون اكبر مساحه واشد نورا ومعني حديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) الذي نحن بصدده ان علامه ابتداء الشهر القمري هي رويه الهلال بعد غروب الشمس في الجو الصحو الذي لايحول فيه حائل دون الرويه الصحيحه، فاذا حال حائل دون ذلك فان المسلمين امامهم من احاديث رسول الله خيار من اثنين هما:
(1) فان غم عليكم فاقدروا له
(2) فان غم عليكم فاكملوا العده، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا اي فاكملوا عده شعبان ثلاثين يوما.
فالتقدير للذين يملكون القدره علي الحساب والتقنيات التي تمكنهم من ذلك واكمال عده شعبان ثلاثين يوما للذين لايملكون شيئا من ذلك.
فسبحان الذي الهم خاتم انبيائه ورسله حقيقه ان الشهر القمري اما ان يكون تسعه وعشرين يوما او ثلاثين يوما، وسبحان الذي علمه ان دخول الشهر الجديد وانتهاءه لا يكون الا برويه الهلال بعد غروب الشمس، تيسيرا علي الخلق، وهي من الحقائق التي لم يدركها الانسان الا في القرنين الماضيين، وورودها علي لسان رسول الله( صلي الله عليه وسلم)، وهو النبي الامي الذي بعث في مجتمع بدائي لهو من انصع الشهادات علي صدق نبوته( صلي الله عليه وسلم).
إرسال تعليق