اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

10:35 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 5 أغسطس 2002 ضمن سلسلة "من الآيات الكونية في القرآن الكريم" 

والقمر إذا تلاها
5/8/2002
هذه هي الايه الثانيه من سوره الشمس‏، وهي سوره مكيه‏، اياتها‏15‏ بدون البسمله‏، وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بالقسم بالشمس في الايات الاربع الاولي منها ضمن قسم مطول بتسع من ايات الله في الكون علي فلاح الانسان في الدنيا والاخره اذا زكي نفسه بتقوي الله‏، وعلي خيبته فيهما اذا لم يلزمها بتقوي الله‏، ولم يزكها‏، وتركها علي هواها تغرق في ظلمات الضلال‏، وتهوي في دياجير الفجور ومتاهاته‏، وتندس في وحل الرذيله ودنسه فلا تري النور ابدا‏..!!‏
والمحور الرئيسي لهذه السوره القصيره يدور حول طبيعه النفس الانسانيه‏، واستعداداتها الفطريه لكل من الخير والشر‏، لان الله تعالي قد خلق الانسان‏، وجعل له اراده حره‏، يختار بها بين الايمان والكفر‏، وبين الاصلاح في الارض او الافساد فيها‏.‏ وعلي اساس من اختياره يكون فلاحه في الدنيا والاخره اوخيبته فيهما‏، وهذه هي مسئوليه الانسان صاحب الاراده الحره عن نفسه‏، وتبعته عن مصيرها‏، فهو اما معتقها من العذاب او موبقها فيه‏، وهي حقيقه يقسم عليها ربنا تبارك وتعالي‏(‏ وهو الغني عن القسم‏)، بتسع من اياته الكونيه الكبري في الافاق والانفس فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
والشمس وضحاها‏*‏ والقمر اذا تلاها‏*‏ والنهار اذا جلاها‏*‏ والليل اذا يغشاها‏*‏ والسماء وما بناها‏*‏ والارض وما طحاها‏*‏ ونفس وماسواها‏*‏ فالهمها فجورها وتقواها‏*‏ ‏(‏ الشمس‏:1‏ ‏10)‏
قد افلح من زكاها‏*‏ وقد خاب من دساها‏*‏ ‏(‏ الشمس‏:10،9)‏
وكنموذج للخيبه البشريه في الدنيا والاخره تضمنت الايات الخمس الاخيره من تلك السوره المباركه قصه ثمود قوم نبي الله صالح‏(‏ علي نبينا وعليه من الله السلام وعلي كل انبياء الله اجمعين‏)، وكيف انهم بظلمهم وطغيانهم قد كذبوا رسول الله اليهم‏، وخالفوا نصحه لهم‏، وانبعث شقي من اشقيائهم ليتزعم اعلان المعصيه علي الله ورسوله‏، وتابعه قومه في ذلك فعقروا الناقه التي جعلها الله‏(‏ تعالي‏)‏ لهم ايه فاستحقوا بذلك غضب الله عليهم‏، وعقابه المدمر لهم الذي نزل عليهم فاهلكهم‏، ولا يخشي ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ عاقبه ما يفعل لانه‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ رب هذا الكون ومليكه‏، لا شريك له في ملكه‏، ولا منازع له في سلطانه‏، وهو‏(‏ سبحانه‏)‏ لا يسال عما يفعل وهم يسألون‏*‏ ‏(‏ الانبياء‏:23).‏
وقد سبق وان ناقشنا الايه الاولي من هذه السوره المباركه‏، ونناقش اليوم الايه الثانيه منها‏، والتي يقسم فيها ربنا تبارك وتعالي وهو الغني عن القسم بقوله العزيز‏:‏ والقمر اذا تلاها‏، لنبين جانبا من جوانب القدره الالهيه في ابداع خلق القمر‏، وفي قيمه هذا التابع الصغير للارض في انارتها بمجرد غياب الشمس‏،والسبق القراني بالاشاره الي موالاه القمر للشمس في غروبه وشروقه‏، وقبل الدخول في ذلك لابد من استعراض سريع لاقوال عدد من المفسرين في شرح دلاله هذا القسم العظيم‏.‏

من اقول المفسرين
في تفسير القسم الثاني من سوره الشمس والذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والقمر اذا تلاها‏*.‏
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ مانصه‏:..‏ قال مجاهد‏:‏ تبعها‏، وقال ابن عباس‏:..‏ يتلو النهار‏، وقال قتاده‏:‏ اذا تلاها ليله الهلال اذا سقطت الشمس رئي الهلال‏، وقال ابن زيد‏:‏ هو يتلوها في النصف الاول من الشهر‏، ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الاخير من الشهر‏،..‏
وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏:‏ تبعها طالعا عند غروبها‏(‏ فنور القمر لا يظهر الا اذا غربت الشمس‏).‏
وجاء في الظلال‏(‏ علي كاتبه من الله الرضوان‏)‏ ما نصه‏:...‏ اذا تلا الشمس بنوره اللطيف الشفيف الرائق الصافي‏..‏ وبين القمر والقلب البشري ود قديم موغل في السرائر والاعماق‏، غائر في شعاب الضمير‏، يترقرق ويستيقظ كلما التقي به القلب في اي حال‏.‏ وللقمر همسات وايحاءات للقلب‏، وسبحات وتسبيحات للخالق‏، يكاد يسمعها القلب الشاعر في نور القمر المنساب‏..‏ وان القلب ليشعر احيانا انه يسبح في فيض النور الغامر في الليله القمراء‏، ويغسل ادرانه‏، ويرتوي‏، ويعانق هذا النور الحبيب ويستروح فيه روح الله‏.‏
وجاء في صفوه البيان لمعاني القران‏(‏ رحم الله كاتبه برحمته الواسعه‏)‏ ما نصه‏:(‏ والقمر اذا تلاها‏)‏ اي‏:‏ تبعها وخلفها في الاضاءه‏(‏ والصحيح هو‏:‏ في الاناره‏)، بان يطلع مضيئا‏(‏ والصحيح هو‏:‏ منيرا‏)‏ بعد غروبها‏، اخذا من نورها‏(‏ والصحيح‏:‏ من ضوئها‏)، سواء كان ذلك من غير تراخ‏، وهو في النصف الاول من الشهر‏، او بعد مده وهو في النصف الثاني منه‏.‏
وذكر اصحاب المنتخب في تفسير القران الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ مانصه‏:‏ وبالقمر اذا تبعها وخلفها في الاضاءه‏(‏ والصحيح هو‏:‏ في الاناره‏)‏ بعد غزوبها‏.‏
وجاء في صفوه التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبه خيرا‏)‏ مانصه‏:‏
‏(‏ والقمر اذا تلاها‏)‏ اي واقسم بالقمر اذا سطع مضيئا‏(‏ والصواب هو‏:‏ منيرا‏)، وتبع الشمس طالعا بعد غروبها‏، قال المفسرون‏:‏ وذلك في النصف الاول من الشهر‏، اذا غربت الشمس تلاها القمر في الاضاءه‏(‏ والصحيح هو‏:‏ في الاناره‏)‏ وخلفها في النور‏(‏ والصحيح هو‏:‏ بنوره‏)....‏ والشمس والقمر مخلوقان لمصالح البشر‏، والقسم بهما للتنبيه علي مافيهما من المنافع العظيمه‏.‏

القمر في القران الكريم
جاء ذكر القمر في القران الكريم سبعا وعشرين مره في ست وعشرين ايه لتكرر ذكره مرتين في ايه منها هي الايه رقم‏37‏ من سوره فصلت‏، كما جاء ذكر القمر بالاشاره الي مراحله تحت مسمي الاهله مره واحده
وهذه الايات يمكن تصنيفها في ثماني مجموعات كمايلي‏:‏
‏(‏ا‏)‏ ايتان تصفان القمر في رويتين من روي اثنين من رسل الله احدهما ابراهيم والاخر يوسف علي نبينا وعليهما من الله السلام‏، واحدي هاتين الرويتين كان في حال اليقظه والاخري في حاله المنام علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ فلما راي القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين‏*‏ ‏(‏الانعام‏:77).‏

‏(2)‏ اذ قال يوسف لابيه ياابت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين‏* ‏(‏يوسف‏:4).‏
‏(‏ ب‏)‏ ايتان تصفان الشمس والقمر مره بانهما حسبانا‏(‏ اي وسيله لحساب الزمن‏)‏ والاخري بانهما بحسبان‏(‏ اي يجريان بحساب دقيق مقدر معلوم‏)‏ علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم‏*‏
‏(‏ الانعام‏:96).‏
‏(2)‏ الشمس والقمر بحسبان‏*‏ ‏(‏ الرحمن‏:5).‏
‏(‏ ج‏)‏ احدي عشره ايه تتحدث عن خلق كل من الشمس والقمر وسجودهما لله تعالي وتسخيرهما بامر الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ ليكونا في خدمه خلق الله الي اجل مسمي واعتبارهما ايتين من ايات الله او تنهي عن السجود لهما وتامر بالسجود لخالقهما وحده‏، وذلك علي النحو التالي‏:‏
‏(1)...‏ والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين‏*‏ ‏(‏الاعراف‏:54).‏
‏(2)..‏ وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمي يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون‏*‏
‏(‏ الرعد‏:2).‏ 
‏(3)‏ وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار‏*‏ ‏(‏ ابراهيم‏:33).‏
‏(4)‏ وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ان في ذلك لايات لقوم يعقلون‏*‏
‏(‏ النحل‏:12).‏
‏(5)‏ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون‏*‏ ‏(‏ الانبياء‏:33).‏
‏(6)‏ الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس‏....*‏ ‏(‏الحج‏:18).‏
‏(7)‏ ولئن سالتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فاني يوفكون‏*)‏
‏(‏العنكبوت‏:61)‏
‏(8)‏ الم تر ان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري الي اجل مسمي وان الله بما تعملون خبير‏*‏ ‏(‏لقمان‏:29).‏
‏(9)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمي ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير‏*‏ ‏(‏ فاطر‏:13)‏
‏(10)...‏ وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمي الا هو العزيز الغفار‏*‏ ‏(‏ الزمر‏:5)‏
‏(11)‏ ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون‏*‏ ‏(‏ فصلت‏:37)‏
‏(‏ د‏)‏ ايتان توكدان طبيعه كل من الشمس والقمر وتفرق بينهما بان الشمس ضياء او سراج‏، والقمر نور‏، وهو سبق علمي لم يدركه الانسان الا بعد تنزل القران الكريم بقرون طويله‏، وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏(1)‏ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ماخلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون‏*‏ ‏(‏ يونس‏:5)‏
‏(2)‏ الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا‏*‏ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا‏*‏ ‏(‏ نوح‏:16،15).‏
‏(‏ ه‏)‏ ثلاث ايات تتحدث عن منازل القمر واطواره‏(‏ اي مراحله المتتاليه من الهلال‏، الي التربيع الاول‏، الي الاحدب الاول‏، الي البدر الكامل‏، الي الاحدب الثاني‏، الي التربيع الثاني‏، ثم الهلال الثاني‏، ثم المحاق‏)‏ او عن احد هذه الاطوار وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏(1)‏ والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم‏*‏ ‏(‏ يس‏:39).‏
‏(2)‏ يسالونك عن الاهله قل هي مواقيت للناس والحج‏..*‏ ‏(‏ البقره‏:189)‏
‏(3)‏ والقمر اذا اتسق‏*‏ ‏(‏ الانشقاق‏:18)‏
‏(‏ و‏)‏ ايه واحده تشير الي دوران كل من الشمس والقمر في مدار محدد له وفيها يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون‏*‏ ‏(‏ يس‏:40)‏
‏(‏ ز‏)‏ ايه واحده تثبت معجزه حدثت لرسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الا وهي معجزه انشقاق القمر وفيها يقول الحق‏(‏ تبارك اسمه‏):‏
اقتربت الساعه وانشق القمر‏* (‏ القمر‏:1).‏
‏(‏ ج‏)‏ ايتان كريمتان يقسم فيهما ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالقمر‏، وربنا غني عن القسم لعباده‏، ولكن تعظيما لشان القمر جاء القسم به علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ كلا والقمر‏*(‏ المدثر‏:32)‏
‏(2)‏ والقمر اذا تلاها‏*(‏ الشمس‏:2)‏
‏(‏ ط‏)‏ ايتان تتحدثان عن نهايه القمر في يوم القيامه يقول فيهما ربنا‏(‏ تبارك اسمه‏):‏
‏(1)،(2)‏ فاذا برق البصر‏*‏ وخسف القمر‏*‏ وجمع الشمس والقمر‏*(‏ القيامه‏:7‏ ‏9).‏

القمر في علوم الفلك
القمر تابع صغير للارض يبعد عنها بمسافه تقدر في المتوسط بحوالي‏384،400‏ كيلمتر‏، وهو علي هيئه شبه كره من الصخر غير كامله الاستداره اذ لها شكل البيضه التي تتجه بنهايتها الصغيره تجاه الارض‏، وتقدر كتله القمر بحوالي‏735‏ مليون مليون مليون طن‏(‏ اي حوالي‏81/1‏ من كتله الارض‏)، ويقدر حجمه بحوالي‏22‏ مليون مليون كيلو متر مكعب‏(‏ اي حوالي‏50/1)‏ من حجم الارض‏)، ويقدر متوسط كثافته بحوالي‏3،34‏ جرام للسنتيمترالمكعب‏(‏ اي حوالي ثلثي متوسط كثافه الارض‏)، ويقدر قطره بحوالي‏3474‏ كيلو مترا‏(‏ اي حوالي ربع قطر الارض تقريبا‏)‏ وتقدر مساحه سطحه بحوالي‏38‏ مليون كيلو متر مربع‏(‏ اي حوالي‏13،42%‏ من مساحه سطح الارض‏)‏ وتقدر جاذبيته بحوالي سدس جاذبيه الارض‏.‏
ويدور القمر حول الارض في مدار شبه دائري يقدر بحوالي‏2،4‏ مليون كيلو متر بسرعه متوسطه تقدر بحوالي كيلومتر واحد في الثانيه‏، ويدور حول محوره الذي يميل علي مستوي مداره بزاويه تتراوح بين‏(18،3‏ و‏28،6)‏ درجه بنفس السرعه ليتم دورته الاقترانيه حول الارض في حوالي‏29،5‏ يوم من ايام الارض‏، ولا يظهر لسكان الارض من القمر الا وجه واحد‏((‏ ولكن نظرا لترنح القمر فاننا نستطيع رويه حوالي‏59%‏ من مساحه سطحه تقريبا‏)‏ لانه يدور حول الارض في نفس الزمن الذي يكمل فيه دورته حول محوره‏، وبذلك يطول كل من الليل والنهار علي سطح القمر الي حوالي‏14،5‏ يوم من ايام الارض‏:‏ ويصعب ادراك الغلاف الغازي للقمر لقله كثافته‏..‏ حيث تقدر كثافه غلافه الغازي بحوالي الواحد من الف‏(0،001)‏ من كثافه الغلاف الغازي للارض‏.‏ وتتراوح درجه حراره سطح القمر في نصفه المواجه للشمس بين‏110‏ درجات مئويه نهارا و‏120‏ درجه مئويه تحت الصفر ليلا‏.‏
وسطح القمر معتم بصفه عامه‏، وعلي الرغم من ذلك فان الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد جعل له القدره علي عكس ماقيمته‏7،3%‏ من اشعه الشمس الساقطه عليه‏، وبذلك ينير القمر سماء الارض بمجرد غياب الشمس بمراحله المتتاليه من الهلال الي التربيع الاول‏، الي الاحدب الاول‏، الي البدر الكامل‏، الي الاحدب الثاني‏، الي التربيع الثاني ثم الي الهلال الثاني‏، ومن بعده الي الاختفاء الكامل في فتره المحاق‏.‏
ونظرا الي قله كثافه الغلاف الغازي للقمر فقد اصبح عرضه للرجم المستمر بواسطه كل من النيازك والتيارات الترابيه وموجات الطاقه التي تصاحب الانفجارات الشمسيه‏، ولذلك اصبح سطح القمر مليئا بالحفر الدائريه العميقه والتي يصل قطر الواحده منها الي خمسه كيلو مترات والناتجه عن اصطدام النيازك الضخمه بسطحه كان يظن قديما انها فوهات براكين‏، ولكن ثبت بعد ذلك انها نشات بواسطه تكرار اصطدام النيازك بنفس النقاط علي سطح القمر مما ادي الي تعميق بعضها الي ما يقرب من عشرين كيلو مترا‏.‏ ولا ينفي ذلك وجود فوهات بركانيه علي سطح القمر يعتقد ان بعضها لايزال نشيطا نظرا لاكتشاف عده نقاط ساخنه في بعض ما يعتقد بانه فوهات بركانيه علي سطح القمر‏.‏

منازل القمر
لوحظ من القدم ان القمر في دورته حول الارض يتحرك في كل ليله من ليالي الشهر القمري بين ثوابت من النجوم التي يسمي كل منها منزلا من منازل القمر‏، وعلي ذلك فان عدد منازل القمر هو‏28‏ بعدد الليالي التي يري فيها القمر‏، ولما كان القمر في جريه مع الارض حول الشمس يمر عبر البروج السماويه الاثني عشر التي تمر بها الارض‏:‏ فان كل منزل من منازل القمر يحتل مكانا معينا في كل برج من هذه البروج‏، والقمر يقطع في كل ليله‏13‏ درجه تقريبا من دائره البروج تلك‏(360‏ درجه‏/28‏ يوما من ايام الارض‏=12.86‏ درجه‏)‏ وعلي ذلك فان البرج الواحد يقع فيه اكثر من منزل من منازل القمر‏، ويعتمد ذلك علي مساحه البرج في السماء‏.‏
وقد تعرف العرب علي منازل القمر من قبل البعثه المحمديه المباركه‏(‏ علي صاحبها افضل الصلاه وازكي التسليم‏)، وعرفوا اهميتها في تحديد الزمن‏، وفي اعداد التقاويم الزراعيه‏، وسموا الشماليه منها باسم المنازل الشاميه‏، والجنوبيه منها باسم المنازل اليمانيه‏.‏
ويشير القران الكريم الي منازل القمر بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم‏(‏ يس‏:39).‏
ويتضح من تلك الايه الكريمه مدي تداخل مراحل نمو مساحه الاناره علي وجه القمر المقابل للارض‏(‏ مراحل تطور شكل القمر بالنسبه لاهل الارض‏)‏ مع منازل القمر حتي ليمكن التعبير باحدها عن الاخر‏.‏

مراحل شكل القمر بالنسبه للارض
يدور القمر حول الارض في مدار شبه دائري يبلغ متوسط نصف قطره‏384.400‏ كيلو متر‏، وفي اثناء هذه الدوره يقع القمر علي خط واحد بين الارض والشمس فيواجه الارض بوجه مظلم تماما‏، وتسمي هذه المرحله مرحله المحاق‏ (Wane)، وتستغرق ليله واحده الي ليلتين تقريبا‏، ثم يبدا القمر في التحرك ليخرج من هذا الوضع الواصل بين مراكز تلك الاجرام الثلاثه فيولد الهلال الاول او الهلال الوليد‏ (The Nascent Crescent)‏ الذي يحدد بمولده بدء الشهر القمري‏، ويقع هذا الهلال في اول منازل القمر‏، وتمكن رويته بعد ميلاده اذا امكن مكثه لمده لا تقل عن عشر دقائق بعد غروب الشمس‏، وكان الجو علي قدرمن الصفاء يسمح بتلك الرويه‏، وباستمرار تحرك القمر في دورته حول الارض تزداد مساحه الجزء المنير من وجهه المقابل للارض بالتدريج حتي يصل الي التربيع الاول‏ (the  first Quarter)‏ في ليله السابع من الشهر القمري‏، ثم الاحدب الاول‏ (The First Gibbous)‏ في ليله الحادي عشر‏، ثم البدر الكامل‏ (The Full Moon or The wax)‏ في حدود ليله الرابع عشر من الشهر القمري وفيه تكون الارض بين الشمس من جهه والقمر من الجهه الاخري علي استقامه واحده‏، وبخروج القمر عن هذا الخط المستقيم في دورته حول الارض تبدا مساحه الجزئ المنير من وجهه المقابل للارض في التناقص بالتدريج فيمر بمرحله الاحدب الثاني‏ (The Second Gibbous)‏ في حدود ليله الثامن عشر من الشهر القمري‏، ثم التربيع الثاني‏ (The Second Quarter)‏ في ليله الثالث والعشرين‏، ثم الهلال الثاني‏
(TheSecondCrescent)‏ في ليله السادس والعشرين من الشهر القمري والذي يستمر لمده يومين او ثلاثه حتي المحاق في اخر ليله من الشهر القمري حين يعود القمر الي وضع الاقتران بين الارض والشمس‏.‏

من الظواهر المصاحبه لحركه القمر
من الظواهر المصاحبه لدوران القمر في مداره حول الارض ظاهرتان فلكيتان مهمتان هما ظاهره كسوف الشمس‏، وظاهره خسوف القمر‏، وينتج كسوف الشمس من توسط القمر بين الارض والشمس مما يحجب الشمس لفتره زمنيه محدده‏، اما خسوف القمر فينتج من توسط الارض بين القمر والشمس مما ينتج عنه اظلام القمر لوقوعه في منطقه ظل الارض‏.‏ وكسوف الشمس يتكرر في السنه من مرتين الي ثلاث مرات‏، بينما يتكرر خسوف القمر لاكثر من اربع مرات في السنه نظرا لكبر حجم منطقتي ظل وشبه ظل الارض بالنسبه لحجم القمر‏، وصغر حجم هاتين المنطقتين للقمر بالنسبه الي حجم الارض‏، ولذلك يري خسوف القمر من جميع بقاع الارض التي يكون فيها فوق الافق‏، ويبتدئ علي الجانب الشرقي من القمر لان القمر يدور حول الارض من الغرب الي الشرق‏، بينما يري كسوف الشمس من نقاط محدده علي سطح الارض‏.‏
وقد يكون خسوف القمر كليا اذا دخل في منطقه ظل الارض‏، وقد يكون خسوفا جزئيا اذا دخل في منطقه شبه الظل للارض ويسمي هذا الخسوف الجزئي باسم الاحتراق‏، لان القمر يبدو فيه احمر نحاسي اللون‏.‏
كذلك فان كسوف الشمس قد يكون كسوفا كليا اذا غطي ظل القمر كل قرص الشمس بالكامل‏، وقد يكون كسوفا جزئيا حين يغطي ظل القمر جزءا من قرص الشمس‏، وقد يكون كسوفا حلقيا عندمايكون القمر في ابعد مواضعه عن الارض فلا يستطيع ظله ان يغطي قرص الشمس بالكامل‏، بل يغطي جزءا من وسطها ويترك الجزء الباقي من الشمس ظاهرا علي هيئه حلقه مضيئه‏.‏
ويبتديء الكسوف علي جانب الشمس الغربي وذلك بسبب دوران القمر حول الارض من الغرب الي الشرق‏.‏
ولا تتجاوز مده الكسوف الكلي للشمس فتره‏(7‏ دقائق‏،48‏ ثانيه‏)‏ بينما قد يصل الكسوف الحلقي الي‏(12‏ دقيقه‏،24‏ ثانيه‏)، والكسوف الكلي نادر الحدوث‏، وعند وقوعه تصطبغ السماء باللون القرمزي قبل بدئها في الاظلام الذي قد يصاحبه شيء من الانخفاض في درجه الحراره‏.‏

البناء الداخلي للقمر
يغطي سطح القمر بطبقه من الفتات الصخري يتراوح سمكها بين المتر والعشرين مترا‏، وتعرف هذه الطبقه باسم‏(‏ التربه القمريه‏)، ويعتقد بانها قد تكونت نتيجه لارتطام النيازك وجسيمات التراب الكوني القادمه مع الرياح الشمسيه علي سطح القمر‏، والعمر المطلق لهذه التربه القمريه يقدر بنحو‏4.6‏ بليون سنه‏.‏
ويمتليء سطح القمر بمناطق منخفضه عديده تعرف باسم‏(‏ بحار القمر‏)‏ وان كانت خاليه تماما من وجود الماء‏، وهذه المنخفضات عباره عن اعداد لا حصر لها من الفوهات الدائريه العميقه التي يصل قطر الواحده منها الي اكثر من خمسه كيلو مترات‏، وتصل اعماقها الي عده كيلو مترات‏.‏ وكان يعتقد قديما بانها فوهات بركانيه‏، ولكن دراسه الصخور التي احضرت من عدد منها اثبتت انها نشات عن اصطدام النيازك بنفس النقطه من سطح القمر لمرات متتاليه حتي وصل عمق بعضها الي عشرين كيلو مترا‏.‏ وبجوار هذه الحفر العميقه توجد سلاسل جبليه تتراوح ارتفاعاتها بين ثلاثه وخمسه كيلو مترات‏.‏
وتمتليء بحار القمر بطفوح من الحمم البازلتيه‏.‏
وتتكون الصخور القمريه وهي صخور قاعديه في غالبيتها من مثل‏(‏ الجايرو النورايت‏)‏ من العناصرنفسها التي تتكون منها صخور الارض باستثناء ان صخور القمر خاليه تماما من الماء‏، بينما تتراوح نسبه الماء في صخور الارض بين‏1%‏ و‏2%‏ علي الاقل‏، وان صخور القمر تتميز بتركيز اكثر في عدد من العناصر من مثل التيتانيوم والحديد والالومنيوم والكالسيوم‏، وبفقر في عدد اخر من العناصر من مثل الصوديوم والكربون والاوكسجين‏، ويقدر عمر صخور القمر بنحو‏3.7‏ بليون سنه‏.‏
وبتشابه كبير مع البناء الداخلي للارض تشير الدراسات القمريه الي تكون القمر من عده نطق من الصخور متمركزه حول نواه غنيه في عنصر الحديد علي النحر التالي‏:‏
‏(‏ا‏)‏ الغلاف الصخري للقمر‏:‏ وهو نطاق خارجي يتكون من الصخور القاعديه من مثل البازلت والجابرو‏، ويبلغ سمكه حوالي‏68‏ كيلو متر وينقسم الي قسمين مما يزين علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ قشره القمر المهشمه‏:‏ ويبلغ سمكها نحو‏28‏ كيلو مترا وهي مهشمه بفعل الارتطامات المتكرره بالنيازك‏، وتيارات التراب الكوني المصاحبه للرياح الشمسيه‏.‏
‏(2)‏ ماتحت القشره القمريه
وهي قشره قاعديه يبلغ سمكها نحو‏40‏ كيلو مترا‏، ويغلب علي تكوينها معادن الانورثوزايت‏.‏
‏(‏ب‏)‏ وشاح القمر‏:‏ ويمتد من عمق‏68‏ كيلو مترا تحت سطح القمر الي عمق‏1238‏ كيلو متر‏، وعلي ذلك يقدرسمكه بنحو‏1170‏ كيلو مترا‏، ويتكون من صخور قاعديه غنيه بمعادن البيروكسين‏.‏
‏(‏ج‏)‏ لب القمر‏:‏ ويمتد من عمق‏1238‏ كيلو مترا تحت مستوي سطح القمر تقريبا الي مركز القمر الموجود علي عمق‏1738‏ كيلو مترا‏، وعلي ذلك يقدر سمكه بنحو‏500‏ كيلو متر‏، وتشير الدراسات الي امكانيه ان تكون المائه كيلو متر العليا منه في حاله منصهره او شبه منصهره مما يعين علي تقسيمه الي‏:‏
‏(1)‏ لب القمر الخارجي المنصهر‏:‏ وهو في حاله مائعه‏(‏ سائله او شبه سائله‏)‏ ويغلب علي تركيبه مركبات السيليكون‏(‏ السيليكات‏)‏ ويبلغ سمكه نحو المائه كيلو متر‏(‏ من عمق‏1238‏ كيلو مترا الي عمق‏1338‏ كيلو مترا‏).‏
‏(2)‏ لب القمر الداخلي الصلب‏:‏
ويقدر نصف قطره بحوالي‏400‏ كيلو متر‏(‏ من عمق‏1338‏ كيلو مترا الي مركز القمر علي عمق‏1738‏ كيلو مترا‏)‏ ويغلب علي تركيبه عنصر الحديد‏.‏
ويعتقد غالبيه الفلكيين بان القمر قد تكون كجزء منفصل من النظام الشمسي‏، وان كان بعضهم يقترح فكره انفصاله عن الارض بسبب تباعده الحالي عنها بمعدل ثلاثه سنتيمترات في السنه‏، ويري البعض الاخر احتمال تكونه بعيدا عن الارض ثم اسره الي موضعه الحالي بفعل جاذبيه الارض له‏.‏

القسم بالقمر اذ يتلو الشمس
نتيجه لدوران الارض حول محورها من الغرب الي الشرق دوره كامله كل‏24‏ ساعه فان الشمس تبدو طالعه في كل يوم من جهه الشرق‏، وغائبه في جهه الغرب‏.‏
ونتيجه لميل مستوي مدار القمر حول الارض علي مستوي مدار الارض حول الشمس بمقدار‏(5‏ درجات‏، و‏8‏ دقائق‏)‏ فان المسار الظاهري لكل من الشمس والقمر علي صفحه السماء من نقطه الشروق الي نقطه الغروب يبدو متقاربا‏.‏
وبصرف النظر عن دوران الارض حول محورها فاننا نجد ان القمر يسير في اتجاه الشرق درجه واحده كل ساعتين تقريبا‏(360‏ درجه‏/30‏ يوما‏=12‏ درجه في اليوم‏/24‏ ساعه‏=‏ نصف درجه في الساعه‏)‏ وان الشمس تسير درجه واحده تقريبا كل يوم‏(‏ اي كل‏24‏ ساعه‏)(360‏ درجه‏/365.25‏ يوما تقريبا‏)، ولذلك يبقي القمر في سباق دائم مع الشمس‏، ويلحق بها مره كل شهر‏، فيولد الهلال الجديد في الافق الغربي بعد غروب الشمس بقليل وبالقرب من المكان الذي تغرب فيه الشمس‏، وبعد ذلك ياخذ ظهور القمر في التاخر عن وقت غروب الشمس فيري في طور التربيع الاول في وسط السماء بعد غروب الشمس‏، ويتاخر ظهوره لفتره اطول بعد الغروب في مرحله الاحدب الاول ويري وهو اقرب للافق الشرقي‏، وفي مرحله البدر يتفق شروق القمر من الافق الشرقي مع غروب الشمس في الافق الغربي لوجودهما علي استقامه واحده‏، وبعد ذلك يتاخر القمر في الشروق يوميا بمعدل خمسين دقيقه في المتوسط حتي يصل مجموع هذا التاخير الي حوالي خمسه ساعات بعد غروب الشمس في طور التربيع الثاني‏، ويستمر هذا التاخير في ظهور القمر حتي يري الهلال الثاني في وضح النهار‏;‏ وفي طور المحاق يغيب القمر مع غروب الشمس تماما لوقوعهما علي استقامه واحده‏.‏
ولعل هذا هو المقصود من قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والقمر اذا تلاها‏.‏
ويتم القمر دورته حول الارض في‏(27‏ يوم‏،7‏ ساعات‏،43‏ دقيقه‏،11.6‏ ثانيه‏)، ولكن نظرا لدوران الارض حول محورها‏، ولجريها في مدارها حول الشمس‏، فان القمر يحتاج الي نحو يومين اخرين زياده علي هذه الفتره ليعود الي نفس النقطه التي بدا منها ولذلك فان الشهر الاقتراني يطول الي‏(29‏ يوما‏،12‏ ساعه‏،44‏ دقيقه‏،2.9‏ ثانيه في المتوسط‏)، وحيث ان الشهر القمري يعد بالايام الكامله بدءا من غروب الشمس اليوم الذي يري فيه الهلال بعد غروب شمس‏، فان الشهر القمري اما ان يكون‏29‏ يوما او‏30‏ يوما‏، ولان حركه القمر هي من الغرب الي الشرق فانه يتاخر كل يوم في غروبه من‏40‏ الي‏50‏ دقيقه عن اليوم السابق تبعا لاختلاف كل من خطوط الطول والعرض‏.‏ وفي اليوم التاسع والعشرين قد ياتي غروبه قبل غروب الشمس ولذا تستحيل رويته‏، وقد ياتي غروبه بعد غروب الشمس فيمكن رويته تبعا لمده مكثه وللظروف الجويه المصاحبه لمكان التماس رويه الهلال‏.‏
وللقمر عدد من الحركات الحقيقيه والظاهريه والتي يمكن ايجازها فيما يلي‏:‏

اولا‏:‏ الحركات الحقيقيه للقمر‏:‏
‏1‏ دوره القمر حول محوره وتتم في كل شهر عربي دوره واحده ينتصفه ليل لمده اسبوعين ونهار لمده اسبوعين
‏2‏ دوره القمر حول الارض وتتم في‏29.5‏ يوم بالنسبه للارض‏(‏ وفي‏27.3‏ يوم بالنسبه للنجوم‏).‏
‏3‏ دوره القمرمع الارض حول الشمس بسرعه تقدر بنحو‏30‏ كيلو مترا في الثانيه وتتم في سنه شمسيه مدتها اثنا عشر شهرا ينزل القمر فيها منازل الشمس الاثني عشر‏(‏ شهرا بعد شهر‏).‏
‏4‏ دوره القمر مع المجموعه الشمسيه حول مركز مجرتنا‏(‏ سكه التباته او درب اللبانه‏)‏ وتتم في حدود‏250‏ مليون سنه ارضيه‏.‏

‏5‏ دوره القمر مع المجره ومع التجمعات الاكبر من ذلك بالتدريج حول مراكز متدرجه في الكون الفسيح الي نهايه لا يعلمها الا الله‏.‏

ثانيا‏:‏ الحركات الظاهريه للقمر‏:‏
‏1‏ دوره القمر الظاهريه حول الارض مره في كل يوم‏، نتيجه‏، لدوران الارض حول محورها‏.‏
‏2‏ دوره القمر الظاهريه في منازله التي بالسماء مره كل شهر‏.‏
‏3‏ دوره القمر السنويه ووقوعه في برج من بروج السماء واحدا بعد الاخر‏.‏
وقد شاءت اراده الله وحكمته البالغه الا تظلم سماء الارض اظلاما تاما بمجرد غياب الشمس الظاهري عن الارض فابقي لنا القمر والنجوم تنيرظلمه ليل الارض‏، فبمجرد غياب الشمس عنا يصلنا ضووها المنعكس من فوق سطح القمر نورا لا حراره فيه ويري نور القمر في مراحله المتتاليه‏، من الميلاد الي المحاق‏، ونظرا لقربه من الارض فان اثره في اناره ظلمه ليل الارض ابلغ من اثر النجوم حتي وهو مغطي باقل مساحه من النور وتصف هذه الايه الكريمه متابعه القمر للشمس في حركاتهما الظاهريه حول الارض وهي حقيقه لم تدرك الا بعد نزول القران الكريم بقرون عديده فسبحان الذي خلق القمر‏، وانزل في محكم كتابه هذا القسم الالهي بموالاه القمر لغروب الشمس فقال عز من قائل‏:‏ والقمر اذا تلاها وهي موالاه في امور عديده وليس فقط في حركاته الحقيقيه والظاهريه‏، وورد ذلك في القران الكريم في زمن لم يكن لاحد من الخلق ادراك ان مصدر النور المنبعث من القمر هو من ايات الاعجاز العلمي في كتاب الله‏، فسبحان الذي انزل القران بعلمه‏، علي خاتم انبيائه ورسله‏، وحفظه لنا في صفائه الرباني واشراقاته النورانيه بنفس لغه وحيه‏(‏ اللغه العربيه‏)‏ علي مدي اربعه عشر قرنا او يزيد والي ان يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الارض ومن عليها‏، فالحمد لله علي نعمه القران والحمد لله علي نعمه الاسلام‏، والحمد لله في الاخره والاولي‏، وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين‏.‏

إرسال تعليق