اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

3:01 م

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي

هذه الايه الكريمه جاءت في الربع الاخير من سوره الذاريات‏،‏ وهي سوره مكيه يدور محورها الرئيسي حول قضيه العقيده‏،‏ شانها في ذلك شان كل السور المكيه‏،‏ ومن ركائز العقيده‏:‏ الايمان بالبعث والجزاء‏،‏ ولذلك بدات السوره بالقسم بعدد من ايات الله في الكون علي حقيقه البعث‏،‏ وحتميه وقوع الجزاء‏،‏ ثم تابعت بقسم اخر‏:‏ بالسماء ذات الحبك علي ان الناس في امر البعث والحساب والجزاء غير مستقرين علي راي واحد‏،‏ فمنهم المومن‏،‏ ومنهم الكافر‏،‏ وانه لا يصرف عن هذا الحق الا صاحب هوي‏.......!!!‏
واكدت السوره حتميه هلاك الكذابين المنكرين ليوم الدين‏،‏ والقائلين فيه بالظن والتخمين‏،‏ واللاهين عنه والمتشككين في حتميه وقوعه حتي يسالوا عنه سوال المستهزيء به‏،‏ المستبعد له‏.........!!!‏
وتعرض السوره لشيء من سوء مصير الكافرين في الاخره‏،‏ وتقابله بفيض التكريم والتنعيم الذي اعده ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ للمتقين من عباده جزاء احسانهم في الدنيا‏........!!!‏
وتدعو الي تامل ايات الله في الارض‏،‏ وفي الانفس‏،‏ وفي الافاق‏،‏ والي استخلاص الدروس والعبر من تاملها‏،‏ واردفت بقسم عظيم برب السماء والارض علي صدق ما وعد الله‏(‏ تعالي‏)‏ به الناس من البعث والحساب والجزاء‏،‏ وعلي حتميه وقوع كل ما جاء به الدين الخاتم الذي بعث به خاتم الانبياء والمرسلين‏ (‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏
والمحت السوره الي قصه ابي الانبياء ابراهيم‏(‏ عليه السلام‏)‏ مع ضيفه من الملائكه‏،‏ وعرضت لبعض الامم البائده‏،‏ والي ما اصابها من هلاك ودمار لانحرافها عن منهج الله‏،‏ وتكذيبها لانبيائه ورسله‏،‏ ومن هذه الامم التي ابيدت اقوام لوط‏،‏ وفرعون‏،‏ وعاد‏،‏ وثمود ونوح‏.‏

ثم عاودت السوره استعراض عدد من الايات الكونيه الداله علي طلاقه القدره الالهيه‏،‏ واردفت بالدعوه للرجوع الي الله‏(‏ تعالي‏)،‏ والي التحذير من الشرك به‏،‏ وتاكيد ان الرزق منه وحده‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ وذلك في مواضع عديده من السوره التي كررت وصف الرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بانه نذير مبين من الله‏(‏ تعالي‏)‏ الي الناس كافه‏،‏ وان عباده الله‏(‏ تعالي‏)‏ وحده‏(‏ بغير شريك ولا شبيه‏،‏ ولا منازع‏)‏ وتنزيهه‏،‏ وتعظيمه عن كل وصف لا يليق بجلاله‏،‏ هي الغايه من خلق كل من الانس والجن‏،‏ وانذرت السوره في ختامها الذين يكذبون رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بمثل ما اصاب الامم السابقه عليهم‏...‏ من عذاب‏...!!‏
والسوره في مجمل سياقها دعوه الي الناس كافه لتوجيه القلوب الي عباده الله‏(‏ تعالي‏)،‏ ولتخليصها من عوائق الحياه‏،‏ ووصلها بخالقها الذي هو رب هذا الكون ومليكه‏.‏
والايات الكونيه المذكوره في سوره الذاريات اكثر من ان تحصي في مقال واحد‏،‏ ولذلك ساقتصر هنا علي ايه واحده منها هي قوله‏(‏ تعالي‏):‏ والارض فرشناها فنعم الماهدون‏*‏
وقبل الخوض في ذلك لابد من استعراض الدلاله اللغويه لالفاظ الايه الكريمه ولاقوال المفسرين فيها‏.‏

الدلاله اللغويه
(‏الارض‏)‏ في اللغه العربيه اسم جنس للكوكب الذي نحيا عليه‏،‏ تمييزا له عن بقيه الكون المعبر عنه بالسماوات‏،‏ وهي لفظه مونثه والاصل ان يقال‏: (‏ ارضه‏)،‏ والجمع‏(‏ ارضات‏)‏ و‏(‏ارضون‏)‏ بفتح الراء او بتسكينها‏،‏ وقد تجمع علي‏(‏ اروض‏)‏ و‏(‏ اراض‏)،‏ ولفظه‏(‏ الاراضي‏)‏ تستخدم علي غير قياس‏.‏
ويعبر‏(‏ بالارض‏)‏ عن اسفل الشيء‏،‏ كما يعبر‏(‏ بالسماء‏)‏ عن اعلاه‏،‏ فكل ما سفل من الشيء هو‏(‏ ارضه‏)،‏ وكل ما علا منه هو‏(‏ سماه‏)‏ او‏(‏ سماوه‏).‏ ويقال‏(‏ ارض اريضه‏)‏ اي حسنه النبت‏،‏ زكيه بينه الزكاء او‏(‏ الاراضه‏)،‏ كما يقال‏:(‏ تارض‏)‏ النبت بمعني تمكن علي الارض فكثر‏،‏ و‏(‏تارض‏)‏ الجدي اذا تناول نبت‏(‏ الارض‏).‏
ويقال‏:(‏ ارض نفضه‏)‏ اي كثيره الانتفاض‏،‏ و‏(‏ارض رعده‏)‏ اي كثيره الارتعاد‏،‏ وهي من العمليات المصاحبه للهزات الارضيه‏(‏ الزلازل‏).‏
و‏(‏الارضه‏)‏ بفتحتين‏:‏ حشره صغيره تاكل الخشب‏،‏ يقال‏:(‏ ارضت‏)‏ الاخشاب‏(‏ تورض‏)‏ ارضا‏)‏ فهي‏(‏ ماروضه‏)‏ اذا اكلتها‏(‏ الارضه‏)،‏ ولم تسم العرب فاعلا لهذا الفعل‏.‏
‏(‏ فرشناها‏):‏ يقال في اللغه‏:(‏ فرش‏)‏ الشيء‏(‏ يفرشه‏)(‏ فرشا‏)‏ و‏(‏فراشا‏)‏ بمعني بسطه بسطا‏،‏ ويقال‏(‏ للمفروش‏)(‏ فرش‏)‏ و‏(‏فراش‏)،‏ وجمعهما‏(‏ فرش‏)،‏ و‏(‏الفرش‏)‏ هو‏(‏ المفروش‏)‏ اي المبسوط من متاع البيت‏.‏
قال‏(‏ تعالي‏):‏ الذي جعل لكم الارض فراشا‏.....*(‏ البقره‏:22)‏
وقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ متكئين علي فرش بطائنها من استبرق‏....*(‏ الرحمن‏:54)‏
وقال‏(‏ سبحانه‏):‏ وفرش مرفوعه‏* (‏ الواقعه‏:34)‏
و‏(‏الفرش‏)‏ يطلق ايضا علي صغار الابل ومنه قوله‏(‏ تعالي‏)‏ ومن الانعام حموله وفرشا‏..*‏ ‏(‏الانعام‏:142)‏
وذلك لان‏(‏ الفرش‏)‏ هو ما يفرش من الانعام‏،‏ اي يركب‏،‏ قال الفراء‏:‏ ولم اسمع له بجمع‏،‏ واضاف‏:‏ ويحتمل ان يكون مصدرا سمي به من قولهم‏:(‏ فرشها‏)‏ الله‏(‏ فرشا‏)‏ اي بثها بثا‏.‏
ويقال‏:(‏ افترش‏)‏ الشئ بمعني انبسط‏،‏ و‏(‏افترشه‏)‏ اي وطئه‏،‏ و‏(‏افترش‏)‏ ذراعيه ان بسطهما تحته علي الارض اي اتخذهما كالفراش‏،‏ و‏(‏تفريش‏)‏ الدار تبليطها‏.‏
و‏(‏ الفراشه‏)‏ وجمعها‏(‏ فراش‏)‏ حشره من الحشرات‏(‏ من رتبه حرشفيات الاجنحه‏(Lepidoptera)‏ تتميز بزوجين من الاجنحه الحامله للحراشيف الملونه والمزركشه‏،‏ والفراش يحب الضوء ويتهافت علي مصادره حتي يهبط فيها فيحترق‏،‏ ولذا قيل في المثل اطيش من فراشه‏،‏ وقال‏(‏ تعالي‏):‏ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث‏* (‏ القارعه‏:4)‏
‏(‏الماهدون‏):‏ و‏(‏المهد‏)‏ في اللغه هو ما يهيا للغير من فراش‏،‏ يقال‏:‏ مهد الفراش‏(‏ يمهده‏)(‏ تمهيدا‏)‏ و‏(‏مهدا‏)‏ اي بسطه يبسطه بسطا‏،‏ قال‏(‏ تعالي‏):‏ ‏......‏ قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا‏*‏ ‏(‏مريم‏:28)‏
‏(‏ المهد‏)‏ و‏(‏ المهاد‏)‏ ايضا هو المكان‏(‏ الممهد‏)‏ الموطا‏.‏ قال ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا‏.......* (‏ طه‏:53)‏
ويقال‏:(‏ امتهد‏)‏ السنام اي تسوي فصار ‏(‏ كالمهد‏)‏ او‏(‏ المهاد‏)،‏ و‏(‏الماهد‏)‏ هو الذي‏(‏ يمهد‏)‏ وجمعه‏(‏ ماهدون‏)،‏ قال‏(‏ تعالي‏):‏ والارض فرشناها فنعم الماهدون‏* ‏(‏الذاريات‏:48)‏
ويقال في اللغه‏: (‏ مهدت‏)‏ لك كذا اي هياته وسويته‏،‏ قال‏(‏ تعالي‏):‏ ومهدت له تمهيدا‏* (‏ المدثر‏:14).‏
وقال‏(‏ عز من قائل‏):‏  من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون‏*‏ ‏(‏ الروم‏:44)‏

بسط الارض وتمهيدها في القران الكريم
جاء ذكر الارض في اربعمائه وواحد وستين موضعا من كتاب الله‏،‏ منها ما يشير الي كوكب الارض في مقابله السماء او السماوات‏،‏ ومنها ما يشير الي اليابسه التي نحيا عليها او الي جزء منها‏،‏ ومنها ما يشير الي التربه التي تغطي صخور اليابسه‏،‏ وتفهم الدلاله من سياق الايه الكريمه‏.‏
وجاء ذكر فرش الارض‏،‏ وبسطها‏،‏ وتمهيدها‏،‏ وتوطئتها‏،‏ وتسويتها‏،‏ وتذليلها في عشر ايات من اي القران الكريم علي النحو التالي‏:‏
‏(1)‏ الذي جعل لكم الارض فراشا‏...‏ ‏(‏البقره‏:22)‏
‏(2)‏ الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا‏... (‏ طه‏:53)‏
‏(3)‏ الذي جعل لكم الارض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون‏ (‏ الزخرف‏:10)‏
‏(4)‏ والارض فرشناها فنعم الماهدون‏ (‏ الذاريات‏:48)‏
‏(5)‏ هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور  ‏(‏الملك‏:15)‏
‏(6)‏ والله جعل لكم الارض بساطا‏،‏ لتسلكوا منها سبلا فجاجا ‏(‏ نوح‏:20،19)‏
‏(7)‏ الم نجعل الارض مهادا‏،‏ والجبال اوتادا‏ (‏ النبا‏:7،6)‏
‏(8)‏ والارض بعد ذلك دحاها‏،‏ اخرج منها ماءها ومرعاها‏،‏ والجبال ارساها‏،‏ متاعا لكم ولانعامكم ‏(‏ النازعات‏:33،30)‏
‏(9)‏ افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت‏،‏ والي السماء كيف رفعت‏،‏ والي الجبال كيف نصبت‏،‏ والي الارض كيف سطحت ‏(‏ الغاشيه‏:20،17)
(10)‏ والارض وما طحاها‏ (‏ الشمس‏:6)‏
وجاء ذكر خلق الارض وذكر عدد من صفاتها وظواهرها واحداثها في اكثر من مائه وسبعين ايه اخري‏،‏ لا اري مجالا لذكرها هنا لانها اما قد ورد ذكرها في مقالات سابقه‏،‏ او سوف تناقش في مناسبات قادمه ان شاء الله‏(‏ تعالي‏)،‏ حسب الموضوع الذي تعرض له الايه او الايات القرانيه الكريمه منها‏.‏

اقوال المفسرين
في تفسير قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والارض فرشناها فنعم الماهدون ‏(‏الذاريات‏:48)‏
ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏):‏ والارض فرشناها اي جعلناها فراشا للمخلوقات‏،(‏ فنعم الماهدون‏)‏ اي وجعلناها مهدا لاهلها‏.‏
وذكر صاحبا تفسير الجلالين رحمهما الله مانصه‏:(‏ والارض فرشناها‏)‏ مهدناها‏،(‏ فنعم الماهدون‏)‏ نحن‏.‏
وذكر صاحب الظلال‏(‏ عليه من الله الرحمات‏)‏ قوله‏:‏ فقد اعد الله هذه الارض لتكون مهدا للحياه كما اسلفنا‏،‏ والفرش يوحي باليسر والراحه والعنايه‏،‏ وقد هيئت الارض لتكون محضنا ميسرا ممهدا‏،‏ كل شيء فيه مقدر بدقه لتيسير الحياه وكفالتها‏:(‏ فنعم الماهدون‏).‏
وجاء في صفوه البيان لمعاني القران لفضيله المفتي الاكبر الشيخ محمد حسنين مخلوف‏(‏ رحمه الله رحمه واسعه‏)‏ ما نصه‏:(‏ فرشناها‏)‏ مهدناها كالفراش للاستقرار عليها‏.(‏ فنعم الماهدون‏)‏ المسوون المصلحون‏.‏
وجاء في المنتخب في تفسير القران الكريم‏(‏ جزي الله كل من شارك في اخراجه خير الجزاء‏)‏ ما نصه‏:‏
والارض بسطناها‏،‏ فنعم المهيئون لها نحن كالمهاد‏.‏
وذكر صاحب صفوه التفاسير‏(‏ جزاه الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:(‏ والارض فرشناها‏)‏ اي والارض مهدناها لتستقروا عليها‏،‏ وبسطناها لكم ومددنا فيها لتنتفعوا بها بالطرقات‏،‏ وانواع المزروعات‏،‏ ولا ينافي ذلك كرويتها‏،‏ فذلك امر مقطوع به‏،‏ فانها مع كرويتها واسعه ممتده‏،‏ فيها السهول الفسيحه والبقاع الواسعه‏،‏ مع الجبال والهضاب ولهذا قال تعالي‏:(‏ فنعم الماهدون‏)‏ اي فنعم الباسطون الموسعون لها نحن‏،‏ وصيغه الجمع للتعظيم‏...‏

بسط الارض وتمهيدها في العلوم الحديثه
اولا‏:‏ تضاريس الارض الحاليه
تقدر مساحه سطح الارض الحاليه بحوالي‏510‏ ملايين كيلو متر مربع‏،‏ منها‏149‏ مليون كيلو متر مربع يابسه تمثل حوالي‏29%‏ من مساحه سطح الارض‏،‏ و‏361‏ مليون كيلو متر مربع مسطحات مائيه تمثل الباقي من مساحه سطح الارض‏(71%)،‏ ومن هذه النسبه الاخيره ارصفه قاريه تعتبر الجزء المغمور بالمياه من حواف القارات وتقدر مساحتها بحوالي‏173،6‏ مليون كيلو متر مربع‏.‏
وكل من سطح اليابسه وقيعان البحار والمحيطات ليس تام الاستواء ولكنها متعرجه في تضاريس متباينه للغايه‏،‏ فعلي اليابسه هناك سلاسل الجبال ذات القمم السامقه‏،‏ وهناك التلال متوسطه الارتفاع‏،‏ وهناك الروابي‏،‏ والهضاب‏،‏ والسهول‏،‏ والمنخفضات الارضيه المتباينه‏.‏
وفي المسطحات المائيه هناك البحار الضحله والبحيرات‏،‏ كما ان هناك البحار العميقه والمحيطات والتي تتدرج فيها الاعماق من الارصفه القاريه الي المنحدرات القاريه ثم الي اعماق واغوار قيعان المحيطات‏.‏
ويقدر ارتفاع اعلي قمه علي سطح اليابسه ‏(‏ وهي قمه جبل افرست بسلسله جبال الهيمالايا‏)‏ باقل قليلا من تسعه كيلو مترات‏(8848‏ مترا‏)‏ بينما يقدر منسوب اخفض نقطه علي سطح اليابسه‏(‏ وهي في حوض البحر الميت‏)‏ بحوالي اربعمائه متر تحت مستوي سطح البحر‏،‏ وحتي قاع البحر الميت الذي تصل اعمق اجزائه الي حوالي ثمانمائه متر تحت مستوي سطح البحر يعتبر جزءا من اليابسه لانه بحر مغلق‏).‏
ويصل منسوب اعمق اغوار المحيطات‏(‏ وهو غور ماريانا في قاع المحيط الهادي بالقرب من جزر الفلبين‏)‏ الي حوالي الاحد عشر كيلو مترا‏(11،033‏ متر‏).‏
وبذلك يصل الفرق بين اعلي واخفض نقطتين علي سطح الارض الي اقل قليلا من العشرين كيلو مترا‏(19،881‏ متر‏)،‏ وبنسبه ذلك الي نصف قطر الارض‏(‏ المقدر بحوالي‏6371‏ كيلو مترا‏)‏ فان نسبته لا تكاد تتعدي‏0،3%.‏
ويقدر متوسط منسوب سطح اليابسه بحوالي‏840‏ مترا فوق مستوي سطح البحر‏،‏ بينما يقدر متوسط اعماق البحار والمحيطات بحوالي الاربعه كيلو مترات‏(3729‏ مترا ‏4500‏ متر تحت مستوي سطح الماء‏)‏
وتضاريس الارض الحاليه هي نتيجه صراع طويل بين العمليات الداخليه البانيه والعمليات الخارجيه الهدميه والتي استغرقت حوالي الخمسه بلايين من السنين‏.‏

ثانيا‏:‏ الاتزان الارضي
لما كان سطح الارض في توازن تام مع تباين تضاريسه‏،‏ فلابد وان هذا التباين في التضاريس يعوضه تباين في كثافه الصخور المكونه لكل شكل من اشكال هذه التضاريس‏،‏ فالمرتفعات علي اليابسه لابد وان يغلب علي تكوينها صخور كثافتها اقل من كثافه الصخور المكونه للمنخفضات من حولها‏،‏ ومن ثم فلابد وان يكون لتلك المرتفعات امتدادات من صخورها الخفيفه نسبيا في داخل الصخور الاعلي كثافه المحيطه بها‏،‏ ومن هنا كان الاستنتاج الصحيح بان كل مرتفع ارضي فوق مستوي سطح البحر له امتدادات في داخل الغلاف الصخري للارض يتناسب مع ارتفاعه‏،‏ وان كل جبل من الجبال له جذور عميقه من مكوناته الخفيفه تخترق الغلاف الصخري للارض لتطفو في نطاق الضعف الاراضي حيث تحكمها قوانين الطفو المعروفه كما تحكم اي جسم طاف في مياه البحار والمحيطات من مثل جبال الجليد والسفن‏.‏
وهذه الامتدادات الداخليه للجبال تتراوح من‏10‏ الي‏15‏ ضعف الارتفاع فوق مستوي سطح البحر وذلك بناءا علي كثافه صخورها‏،‏ وكثافه الوسط الغائره فيه‏،‏ ومنسوب ارتفاعها‏،‏ وكلما برت عوامل التحات والتجويه والتعريه من قمم الجبال فانها ترتفع الي اعلي للمحافظه علي ظاهره الاتزان الارضي‏،‏ وتظل عمليه الارتفاع الي اعلي مستمره حتي تخرج جذور الجبل من نطاق الضعف الارضي بالكامل‏،‏ وهنا يتوقف الجبل عن الارتفاع‏،‏ وتظل عمليات التجويه والتحات والتعريه مستمره حتي تكشف تلك الجذور‏،‏ وبها من خيرات الله في الارض ما لا يمكن ان يتكون الا تحت مثل تلك الظروف العاليه من الضغط والحراره والتي لاتتوفر الا في جذور الجبال‏.‏

ثالثا‏:‏ بدايات تكون تضاريس سطح الارض
تشير الدراسات الحديثه للارض الي ان هذا الكوكب بدا علي هيئه كومه من الرماد الذي ليس فيه شيء اثقل من السيليكون‏،‏ ثم رجم بوابل من النيازك الحديديه التي تحركت الي قلبه بحكم كثافتها العاليه فانصهرت وساعدت علي صهر كومه الرماد تلك‏،‏ وعلي تمايزها الي سبع ارضين‏:‏ لب صلب داخلي اغلبه الحديد والنيكل‏،‏ يليه الي الخارج لب سائل يغلب علي تركيبه ايضا الحديد والنيكل‏،‏ ثم اربعه او شحه متمايزه تقل كثافتها كما تتناقص نسبه الحديد فيها باستمرار من الداخل الي الخارج‏،‏ ثم الغلاف الصخري للارض‏.‏
ومع تبرد قشره الارض وتيبسها‏،‏ ومع بدء الانشطه البركانيه العنيفه فيها تصاعدت الغازات والابخره التي كونت غلافيها الغازي والمائي‏،‏ كما تصاعدت الطفوح والحمم والفتات الصخريه البركانيه التي جددت الغلاف الصخري للارض‏(‏ مرحله دحو الارض‏)،‏ وبتكون الغلاف المائي للارض احيط كوكبنا بمحيط غامر غطي سطحه بالكامل‏،‏ وتحت مياه هذا المحيط الغامر بدات عمليات التصدع في تمزيق قاعه الي عدد من الالواح التي بدات في التحرك متباعده عن بعضها البعض او متصادمه مع بعضها البعض او منزلقه عبر بعضها البعض في حركيه‏(‏ ديناميكيه‏)‏ ساعدها دوران الارض حول محورها‏،‏ وتدفق الصهاره الصخريه والحمم البركانيهعبر صدوع القاع‏،‏ في هذا المحيط الغامر‏،‏ وتيارات الحمل في نطاق الضعف الارضي من تحتها‏،‏ وبنمو تلك الجزر البركانيه والتحامها مع بعضها تكونت القاره الام التي طفت بصخورها الخفيفه نسبيا فوق قاع المحيط الغامر المكون اساسا من الصخور البازلتيه الاعلي كثافه‏.‏
وبتكرر تصادم الالواح الصخريه المختلفه المكونه لقاع المحيط الغامربكتله القاره الام تكونت السلاسل الجبليه التي الصقت بحواف تلك القاره بالتدريج مضيفه الي مساحتها مساحات جديده باستمرار‏،‏ ومبطئه لحركتها التي بدات سريعه وعنيفه بشكل ملحوظ‏.‏
وبارتفاع درجات الحراره تحت احزمه محدده من الكتله القاريه الاولي بفعل التحلل النووي للعناصر المشعه فيها‏،‏ وتكون ما يسمي بالنقاط الحاره‏،‏ وبدفع تيارات الحمل في نطاق الضعف الارضي من تحتها تفتتت تلك القاره الام الي عدد من القارات‏،‏ وبدات الحركات الداخليه للارض في دفع تلك القارات للتباعد عن‏/‏ او للتقارب من بعضها البعض‏،‏ وكذلك في دفع الالواح الصخريه المكونه لقيعان المحيطات متباعده عن بعضها البعض لتحقق ظاهره توسع قيعان البحار والمحيطات‏،‏ وتجدد مادتها باستمرار‏،‏ وللتصادم مع مايقابلها من الالواح الصخريه المكونه لكتل القارات لتضيف اليها مزيدا من السلاسل الجبليه باستمرار‏،‏ ولا تتوقف هذه الحركات الارضيه العنيفه الا باصطدام قارتين بعد تلاشي قاع المحيط الذي كان يفصل بينهما تحت احدي القارتين‏،‏ وباصطدامهما تتكون اعلي السلاسل الجبليه كما حدث عند اصطدام الهند بالقاره الاسيويه‏/‏ الاوروبيه‏.‏
وكما ينغلق محيط من المحيطات باصطدام قارتين كانتا مفصولتين عن بعضهما البعض بمياهه‏،‏ قد تنقسم قاره من القارات بواسطه تصدع في احد اجزائها يتحول الي انهدام علي هيئه واد خسيف او غور عميق من اغوار الارض تنشط فيه عمليه الهبوط الي ما دون منسوب المياه في البحار والمحيطات المجاوره فتندفع مياهها الي هذا الغور محوله اياه الي بحر طولي شبيه بالبحر الاحمر‏،‏ تنشط فيه عمليه اتساع القاع حتي تحوله الي محيط‏.‏
وهذه الدوره من دورات الحركات الارضيه تسمي دوره المحيط والقاره والتي قد يتحول بواسطتها المحيط الي قاره او يتلاشي بالكامل تحت احدي القارات‏،‏ وقد تنقسم القاره‏.‏ الي قارتين بتكون بحر طولي فيها يظل يتسع حتي يصل الي حجم المحيط‏.‏

رابعا‏:‏ دورات تغير شكل الارض
بهذا المفهوم لنشاه محيطات وقارات الارض والذي يعرف باسم مفهوم تحرك الواح الغلاف الصخري للارض ثبت ان القارات تبدا بسلاسل من الجبال‏،‏ شديده الوعوره‏،‏ قاسيه التضاريس‏،‏ لاتصلح لزراعه‏،‏ ولا لصناعه ولا لانتقال‏،‏ ولا لعمران‏،‏ ثم يسخر الله تعالي عمليات التجويه المختلفه‏،‏ وعمليات الحت والنقل والتعريه والترسيب بواسطه كل من الرياح والمياه الجاريه والمجالد والجاذبيه الارضيه في تفتيت وتعريه التضاريس من الاطواف‏،‏ والمنظومات والسلاسل والاحزمه الجبليه ومجموعاتها المعقده‏،‏ وتحويلها الي تلال متوسطه الارتفاع يتم بريها الي سهول منبسطه مع الزمن‏،‏ كما يتم شقها بواسطه اوديه عميقه تجري فيها الانهار‏،‏ وتحمل رسوبياتها الي السهول والمنخفضات وفي النهايه الي قيعان البحار والمحيطات مكونه دالات عملاقه تتقدم علي حساب البحار التي تصب فيها‏،‏ وهنا تنتهي دوره تعريه سطح الارض وتبدا دوره الصخور وغيرها من الدورات التي لعبت ولاتزال تلعب ادوارا هامه في تسويه سطح الارض وتمهيدها‏،‏ وشق السبل فيها وتكوين التربه اللازمه للزراعه وللانبات‏،‏ وتركيز العديد من الثروات المعدنيه‏،‏ وتزويد البحار والمحيطات بالاملاح اللازمه لحفظ مياهها من الفساد‏،‏ ولتوفير البيئات المتعدده لبلايين الكائنات الحيه التي تحيا فيها‏،‏ والقادره علي ترسيب سمك هائل من املاح وصخور المتبخرات منها عند تبخرها او تبخيرها‏،‏ وبصفه عامه تبدا دورات عديده لجعل الارض صالحه للعمران‏.‏
وقد استمرت عمليات تشكيل سطح الارض بواسطه العمليات الخارجيه الاصل من التجويه والنقل والتاكل‏(‏ التحات‏)‏ والتي تجمع كلها تحت مسمي التعريه اي تعريه الصخور بنقل حطامها الناتج عن عمليات التجويه والتحات الي مكان اخر لتبقي الصخور مكشوفه تعاني من تلك العمليات من جديد‏،‏ حتي تتحول المنطقه شديده التضاريس الي سهل تحاتي‏.‏ ويكمل عمليات التعريه عمليات الترسب بمعني توضع الفتات الصخري الناتج عن عمليات التعريه اما في مكان موقت او في مكان تستقر فيه لتكون مختلف انواع الرسوبيات ومن ثم الصخور الرسوبيه‏..‏ وعمليا الترسب هذه اما ان تتم بطريقه ميكانيكيه او بطريقه كيميائيه‏،‏ او بتدخل الكائنات الحيه بعد خلقها علي سطح الارض‏.‏
كذلك فان العمليات الداخليه من مثل الهزات الارضيه‏،‏ والثورانات البركانيه وغيرها من حركات الصهارات الصخريه‏،‏ والحركات البانيه للجبال تلعب دورا هاما في اعداد سطح الارض لدوره تضاريسيه جديده تتعرض لعوامل التعريه المختلفه حتي يتم تمهيد سطح الارض وبسطه‏،‏ وشق الفجاج والسبل فيه‏،‏ وتكون المجاري المائيه والبحيرات الداخليه والاغوار والمنخفضات الاخري فيه‏،‏ وتظل الارض يتبادلها البناء والهدم‏،‏ في دورات متتاليه تسمي باسم دورات شكل الارض او دورات التحات‏.‏

خامسا‏:‏ عوده الاتزان الارضي‏:‏
لما كانت ظاهره الاتزان الارضي تختل بفعل عوامل التعريه‏،‏ كما تختل بترسب كميات كبيره من الفتات الصخري الناتج عنها فوق مناطق اخري من سطح الارض‏،‏ فان قوي الجاذبيه الارضيه تلعب دورها في اعاده التوازن من جديد‏،‏ فعندما تنخفض القشره الارضيه عند تعرضها لاحمال زائده فان ذلك ينتج عن تحرك وزن مكافئ من الصهاره الصخريه في نطاق الضعف الارضي تحت نفس المنطقه الي المناطق التي بريت صخورها فتودي الي رفعها‏،‏ وتسمي العمليه الاولي بالتضاغط الارضي‏،‏ والثانيه بالارتداد التضاغطي‏،‏ وبذلك تستمر عمليات الاتزان الارضي مواكبه لعمليات التعريه باستمرار طوال دورات البناء والتحات‏.‏ وبذلك يغطي الغلاف الصخري للارض بغلاله مختلفه السمك من التربه الصلصاليه او الغرينيه او الرمليه او غيرها من الرواسب الصخريه المفروطه من مثل الرمال والحصباء والحصي‏،‏ ويتباين سمك التربه بتباين نوع الصخور‏،‏ وتضاريس الارض‏،‏ والظروف المناخيه السائده فيها‏،‏ وعوامل التعريه الموثره عليها من رياح او مياه جاريه‏،‏ او مجالد او بحار ومحيطات وتتوقف عمليات التعريه عندما يصل سطح الارض الي مستوي سطح البحر والذي يعرف باسم مستوي القاعده واذا تغير منسوب هذا المستوي اما بارتفاع اليابسه او بانخفاض منسوب سطح البحر‏،‏ فان عوامل التعريه تنشط من جديد حتي يصل مستوي سطح الارض الي مستوي القاعده الجديد‏،‏ وعلي العكس من ذلك فانه اذا ارتفع منسوب الماء في البحار والمحيطات دون اختلاف في منسوب الارض‏،‏ توقفت عوامل التعريه عند خط القاعده الجديد‏،‏ وقد تودي عمليات تسويه سطح الارض الي طغيان مياه البحار علي اجزاء من اليابسه كما تودي عمليات بناء سطح الارض الي انحساره عنها مما كان له اعظم الاثر في تهيئه الارض لاستقبال الحياه‏.‏
وظلت تضاريس الارض تتعاورها عمليات البناء والهدم منذ اللحظه الاولي لنشاتها الي يومنا الراهن‏،‏ والي ان يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الارض ومن عليها‏،‏ بمعني تكون الجزر البركانيه في اواسط المحيطات ونموها الي قارات صغيره او شبه القارات‏،‏ ثم اصطدامها والتحامها مع بعضها البعض علي هيئه قاره او عدد من القارات يبدا كل منها بالنمو باضافه سلاسل جبليه الي حوافها حتي تصل الي اقصي حجم لها‏،‏ ثم تتقارب تلك القارات من بعضها البعض حتي تلتحم في النهايه لتكون قاره واحده‏،‏ ثم تعاود هذه القاره التفتت الي عدد من القارات التي تبدا في التباعد عن بعضها البعض تاركه بينها محيطات جديده‏،‏ ثم تبدا قيعان المحيطات الجديده في التصدع وممارسه عمليه اتساع وتجديد في الصخور المكونه لها‏،‏ فتصطدم قيعان المحيطات بالقارات المقابله مكونه عددا من السلاسل الجبليه التي تضاف الي حواف القارات فتنمو وتندفع بالتدريج مع هذا النمو الي قلب القاره حيث تكون عوامل التعريه قد برتها وحولتها الي مايسمي بالدروع القديمه‏(‏ الرواسخ‏)،‏ وتكون سلاسل جبليه جديده قد تكونت عند حافه القاره‏،‏ وهكذا تتحول المحيطات الي قارات‏،‏ وتتفتت القارات لتفصلها بحار طوليه تتسع بالتدريج لتتحول الي محيطات جديده في دوره القاره‏/‏ المحيط‏،‏ والتي توكد لنا ان ارضنا التي بدات بمحيط غامر تحولت الي قاره جبليه شديده التلاحم والوعوره‏،‏ ثم تعرضت عبر ملايين السنين لعوامل الهدم الخارجيه من رياح ومياه جاريه ومجالد وعمليات المد والجزر واعمال الكائنات الحيه‏(‏ منذ خلقها‏)‏ التي سوت تلك التضاريس وشقت فيها السبل والمجاري المائيه والسهول والوديان وكونت التربه التي تنتشر علي هيئه غطاء رقيق للصخور وفي السهول والمنخفضات وفي قيعان البحار والمحيطات‏.‏ ويظل هذا الصراع بين عوامل الهدم الخارجيه لتضاريس الارض حتي تصل بها الي منسوب سطح البحر او الي مستوي قريب من ذلك حين يتوقف الصراع‏،‏ او تتدخل عوامل البناء الداخليه فتعيد رفع تضاريس الارض فيبدا الصراع من جديد‏.‏
وفي دورات تكون القارات وتبادلها مع المحيطات‏،‏ ودورات البناء والهدم علي سطح القارات تتكون السهول الخصبه‏،‏ والتربه الغنيه‏،‏ والصخور الرسوبيه المختلفه التي تحوي في احشائها الكثير من الخيرات الارضيه من مثل النفط‏،‏ والغاز الطبيعي‏،‏ والفحم‏،‏ والمياه تحت السطحيه‏،‏ وركازات العديد من المعادن الاقتصاديه التي يمكن ان تتكون اثناء عمليات الترسب او بواسطتها‏،‏ ولولا ذلك كله ما انبتت الارض ولا كانت صالحه للعمران‏...!!‏
ومعدلات تجمع الرسوبيات تتباين تباينا شديدا بتباين نوع الراسب المتكون‏،‏ والعوامل المساعده علي ترسبه‏،‏ وقد وجد ان ذلك يتراوح بين المائه والمائتي سنه لتجمع السنتيمتر الواحد من سمك الطبقات المترسبه‏،‏ بينما تتراوح معدلات التعريه بين ثلاث سنوات وثلاثمائه سنه لازاله سنتيمتر واحد من كتله الصخور‏،‏ وهذا يعني ان عمليات تسويه سطح الارض حتي اصبح صالحا للعمران قد استهلكت من الطاقه والوقت مالاتستطيع البشريه مجتمعه عبر عصور وجودها علي سطح هذا الكوكب‏،‏ وبكل ماجمعت من ثروات ان تقوم بالوفاء بتكلفته‏،‏ ومن هنا يمن علينا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بقوله‏(‏ عز من قائل‏)‏ والارض فرشناها فنعم الماهدون‏.‏ (‏الذاريات‏:48)‏

وهذه الحقائق لم تصل الي علم الانسان الا في القرنين الاخيرين‏،‏ وفي العقود المتاخره منهما‏،‏ ولم تتبلور امام انظارالعلماء الا منذ عقود قليله‏،‏ وورودها في كتاب الله الذي انزل من قبل الف واربعمائه من السنين هو شهاده حق علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏،‏ وان النبي الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والارض‏،‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 4 فبراير 2002 ضمن سلسلة "من الآيات الكونية في القرآن الكريم" 

إرسال تعليق