اخر الاخبار

breaking/مقالات الدكتور/9
مقالات الدكتور

7:16 ص

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بقلم الدكتور/ زغلول النجار
نشر في جريدة الأهرام تحت عمود "من أسرار القرآن" بتاريخ 25-2-2002 ضمن سلسلة "من الآيات الكونية في القرآن الكريم" 

هذه‏ الحقيقه الكونيه جاء ذكرها بهذا النص القراني الكريم في ختام الايه الخامسه من سوره الحج‏، وهي سوره مدنيه‏، مجموع اياتها ثمان وسبعون‏، وهي السوره الوحيده من سور القران الكريم التي جمعت بين سجدتين من سجدات التلاوه‏، وقد سميت باسم هذه الشعيره الاسلاميه الكبري الحج لورود الاشاره فيها الي الامر الالهي بالاذان في الناس بالحج الي ابي الانبياء سيدنا ابراهيم‏(‏ عليه السلام‏).‏
ويدور محور السوره حول العديد من التشريعات الاسلاميه باحكام الحج‏، والطعام‏، والاذن بالقتال والجهاد في سبيل الله دفاعا عن النفس‏، وعن الدين‏، وشعائره‏، ومقدساته‏، وعن اعراض‏، واموال‏، وممتلكات‏، واراضي المسلمين‏، ودفعا لظلم الظالمين‏، ولبغي الباغين المتجبرين في الارض بغير الحق‏...!!!‏
ويصحب هذه التكاليف الوعد القاطع من الله‏(‏ تعالي‏)‏ بنصر المجاهدين في سبيله وبالتمكين للمومنين به الذين ينهضون في غير تردد لرد كل عدوان باغ علي المسلمين او حتي علي غيرهم من البشر المسالمين‏..!!!‏ مع تاكيد قوه الله البالغه‏، وضعف الشركاء المزعومين‏، والاشاره الي مصارع الغابرين من الكفار والمشركين والظالمين‏، والي سنن الله في ذلك‏، وهي سنن لا تتوقف ولا تتبدل ولا تتخلف‏.‏
ومن الامور المسلم بها ان التشريع لم يومر به الا بعد قيام الدوله الاسلاميه في المدينه المنوره‏، ومن هنا كان الاستنتاج الصحيح بان السوره مدنيه‏.‏
وعلي الرغم من ذلك فان سوره الحج قد ابتدات بالتحذير الالهي للناس كافه من هول الساعه‏، وبالتاكيد علي حقيقه البعث‏، وبالتركيز علي توحيد الله‏، وانكار الشرك‏، وبذكر الدمار الذي لحق بالمكذبين من الامم السابقه‏، وتفيض السوره بوصف مشاهد الاخره‏، واهوال البعث والحساب‏، وجزاء المومنين وعقاب الكافرين وهي من قضايا القران المكي‏، وان كان لا ينفرد بها وحده‏.‏
وتكثر السوره من الادله الكونيه المثبته لطلاقه القدره الالهيه في الخلق‏، وفي الافناء والبعث‏، وفي الحساب والجزاء‏.‏
وقد استهلت السوره الكريمه بالامر بتقوي الله‏، وبالتحذير الشديد من اهوال ما سمته زلزله الساعه‏، وفيها يدمر كل شيء في الكون في اخر عمر الدنيا‏، وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ياايها الناس اتقوا ربكم ان زلزله الساعه شيء عظيم‏، يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد‏.‏ ‏(‏الحج‏:2,1)‏
وتنتقل السوره بسرعه الي الحديث عمن يضلهم الشيطان فيجادلون في الله‏(‏ تعالي‏)‏ بغير علم‏، ولا هدي‏، ولا كتاب منير‏، اي بالجهل والباطل‏، وهولاء لهم في الدنيا خزي‏، وفي الاخره عذاب شديد‏، لان مهمه الشيطان في الدنيا هي محاوله اضلال الناس حتي يقود من يطيعه الي الجحيم‏...!!!‏
وتضرب سوره الحج برهانا علي حتميه البعث من حقيقه خلق الانسان من تراب‏، مرورا بمراحل الجنين المتعاقبه‏، حتي يخرج الي الحياه طفلا ناميا حتي يبلغ اشده فيحيا في هذه الدنيا كما اراد له الله‏، وليس له من بعد هذه الحياه الا الموت‏، طال اجله ام قصر‏..!!‏

وشبهت السوره خلق الانسان بخلق النبات وذلك بانزال الماء علي الارض الهامده فتهتز وتربو الي اعلي حتي تنشق لتفسح طريقا سهلا للنبته الطيبه المنبثقه بقدره الله من خلالها في زوجيه بهيجه‏، وسوف يتم احياء الموتي بنفس الطريقه التي يحيي بها الله‏(‏ تعالي‏)‏ الارض الهامده‏.‏
وتشير السوره الكريمه الي ظاهره من ظواهر النفس الانسانيه موداها ان من الناس من يعبد الله‏(‏ تعالي‏)‏ طمعا في عظيم عطائه فقط‏، فان اصابه خير اطمان به‏، وان اصابته فتنه انقلب علي وجهه فخسر الدنيا والاخره‏، وهو الخسران المبين‏، وحذرت السوره من رجس الوثنيه‏، ومن قول الزور‏، ومن الشرك بالله‏، وعرضت لشيء من اوضاع المشركين الذين يعبدون من دون الله‏(‏ تعالي‏)‏ شركاء لم ينزل بهم سلطانا والله منزه عن الشريك والشبيه والمنازع وتنكر هذه الشراكه المفتراه‏، وتوكد عجز هولاء الشركاء عن نفع او ضر من اشركوا بهم‏,....‏ ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب‏. (‏ الحج‏:73)‏
كما تعرض سوره الحج لشيء من ثواب المومنين‏، ولعذاب الكافرين‏، وللفصل بين اصحاب الملل والنحل المختلفه‏، وتوكد ان جميع ما في هذا الوجود يسجد لله‏(‏ تعالي‏)‏ في عبوديه كامله‏، وان هذا الخضوع بالعبوديه لله الخالق هو قمه التكريم للمخلوقات‏، ومن يعرض عن ذلك الخضوع لله من اصحاب الاراده الحره فليس له من مكرم‏، واشارت سوره الحج الي ان من الوان الكفر بالله الصد عن سبيله‏...، وعن المسجد الحرام‏، والالحاد والظلم فيه‏، واشارت الي هدايه ابراهيم‏(‏ عليه السلام‏)‏ الي مكان البيت الحرام‏، وامره برفع قواعده‏، واعاده بنائه هو وولده اسماعيل‏(‏ عليه السلام‏)، وتطهيره للطائفين والقائمين والركع السجود‏، وشرعت لفريضه الحج ومافيها من تعظيم لشعائر الله‏، مما يوكد ان هذا النسك الاسلامي قد شرع للامم من قبل بعثه النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ حتي يشكروا الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي فضله‏.‏
وتكرر سوره الحج تاكيد وحدانيه الله‏، وطلاقه قدرته‏، والامر بالخضوع الكامل لجلاله بالاسلام له‏، وتبشر الذين تخشع قلوبهم بذكره والصابرين علي قضائه والذين يقيمون الصلاه‏، وينفقون مما رزقهم الله بخيري الدنيا والاخره‏، وتوكد دفاع الله‏(‏ تعالي‏)‏ عن المومنين به‏، وانه‏(‏ تعالي‏)‏ لا يحب كل خوان كفور‏.‏
ويتكرر الاذن بالقتال الدفاعي للذين ظلموا من الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله‏ (‏ كاخواننا اهل فلسطين المظلومين في زماننا الذين اخرجهم حثالات الامم ونفايات الشعوب من المستعمرين الغربيين الصهاينه من ارضهم وممتلكاتهم ومساكنهم‏)‏ وتوكد السوره الكريمه ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي نصرهم لقدير‏، وتشجع علي مناصرتهم بالتاكيد علي ان الله‏(‏ سبحانه‏)‏ ناصر من ينصره‏، وتتحدث السوره الكريمه في اكثر من موضع منها عن جزاء المهاجرين في سبيل الله‏، والشهداء في ميادين الجهاد من اجل اعلاء دينه واقامه عدله في الارض‏، وتكرر تعهد الله‏(‏ تعالي‏)‏ بنصره المظلومين‏، وتقارن بين جزاء المومنين بايات الله وعقاب المكذبين بها والساعين في محاوله يائسه لاطفاء نور الله في الارض بالقائهم في جهنم وبئس المصير‏.‏ وتصف المومنين بالله بانهم ان مكنوا في الارض اقاموا الصلاه‏، واتوا الزكاه‏، وامروا بالمعروف‏، ونهوا عن المنكر‏، وان لله عاقبه الامور‏.‏
وتخاطب السوره الكريمه خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ مواسيه اياه‏:‏ بان تكذيب الكافرين لنبوته ولرسالته ليس امرا جديدا في طبائع البشر‏، فقد كذبت الامم الكافره من قبل كل انبياء الله ورسله‏:‏ قوم نوح‏، وعاد‏، وثمود‏، وقوم ابراهيم‏، وقوم لوط‏، واصحاب مدين‏، وقوم موسي وغيرهم‏، وكان عقاب المكذبين الدمار الذي تشهد به اثارهم من القصور المهجوره والابار المعطله‏، وتتساءل السوره الكريمه‏:‏ افلم يتحرك الناس في الارض فيدركوا هذه الحقائق حتي تكون عبره لهم؟ وتوكد انها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور‏...!!‏
ويتعجب سياق السوره الكريمه من استعجال الكافرين لعذاب الله‏، وتوكد ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ لن يخلف وعده‏، وان استبعد الكافرون ذلك لطول اماد الله فاليوم عنده‏(‏ سبحانه‏)‏ بالف سنه ممايعد اهل الارض‏.‏ وتامر السوره خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ان يبلغ الناس كافه بانه نذير من الله مبين‏..‏
وتختتم سوره الحج بتقرير ان الله‏(‏ تعالي‏)‏ يصطفي من الملائكه رسلا ومن الناس‏، وتامر بعباده الله‏(‏ تعالي‏)‏ ركوعا وسجودا وذكرا بما امر‏، كما تامر بفعل الخيرات‏، وبالجهاد في سبيل الله حق الجهاد‏، حتي يفلح العباد‏.‏ وتوكد انه مافي دين الاسلام من حرج‏، وانه رساله السماء الي الارض علي فتره من الرسل‏..‏ مله ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء علي الناس‏...‏ ولكي نكون جديرين بهذه الشهاده علي الناس تختتم السوره الكريمه بامرنا باقام الصلاه‏، وايتاء الزكاه‏، وبالاعتصام بالله‏(‏ تعالي‏)‏ هو مولانا ومولي كل موجود‏، وهو‏(‏ سبحانه‏)‏ نعم المولي ونعم النصير‏.‏
ومن الادله الكونيه التي ساقتها سوره الحج تصديقا لما جاء بها من امور الغيب واوامر الله مايلي‏:‏
‏(1)‏ خلق الانسان من تراب‏، ودقه مراحل الجنين المتتاليه التي يمر بها حتي يخرج للحياه طفلا‏، يحيا ماشاء له الله‏(‏ تعالي‏)‏ ان يحيا ثم يتوفاه الله عند نهايه اجله المحدد‏.‏
‏(2)‏ اهتزاز الارض‏، وارتفاعها‏، واخضرارها‏، وانباتها من كل زوج بهيج بمجرد انزال الماء عليها‏، وشبه ذلك مع خلق الانسان من تراب‏.‏
‏(3)‏ التاكيد علي سجود كل من في السماوات ومن في الارض لله‏(‏ تعالي‏)‏ طوعا او كرها‏.‏
‏(4)‏ قوله‏(‏ تعالي‏): ...... وان يوما عند ربك كالف سنه مما تعدون ‏(‏ الحج‏:47)‏
‏(5)‏ التعبير عن دوران الارض حول محورها بايلاج كل من الليل والنهار في الاخر‏.‏
‏(6)‏ تسخير كل مافي الارض‏، وجري الفلك في البحر بامر الله‏.‏
‏(7)‏ امساك السماء ان تقع علي الارض الا باذن الله‏.‏
‏(8)‏ احياء الانسان اي خلقه من العدم‏، ثم اماتته‏، ثم احياوه مره اخري‏ (‏ اي بعثه‏)‏
‏(9)‏ عجز المخلوقين عن الخلق‏، وعن استنقاذ مايسلبهم الذباب‏.‏
وكل قضيه من هذه القضايا تحتاج الي معالجه مستقله‏، ولذا فسوف اقتصر هنا علي النقطه الثانيه فقط الا وهي التي يصفها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بقوله‏ (‏ عز من قائل‏):‏
‏...‏ وتري الارض هامده فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج‏..(‏ الحج‏:5)‏
وقبل ذلك لابد من استعراض لدلالات الالفاظ الغريبه في الايه الكريمه ولاقوال المفسرين فيها‏.‏

الدلاله اللغويه
من الالفاظ الغريبه في هذا النص القراني الكريم مايلي‏:‏
‏(1)‏ هامده‏:‏ يقال في اللغه‏(‏ همدت‏)‏ النار اي خمدت وطفئت جذوتها وذهبت البته‏;‏ ومنه ارض‏(‏ هامده‏)‏ اي لا نبات فيها‏، ونبات‏(‏ هامد‏)‏ اي يابس‏، و‏(‏الاهماد‏)‏ هو الاقامه بالمكان كانه صار‏(‏ ذا همد‏)، وقيل‏(‏ الاهماد‏)‏ السرعه وهي عكس الخمود والخمول‏، وان كان ذلك صحيحا فتصبح الكلمه من الاضداد كالاشكاء في كونه تاره لازاله الشكوي‏، وتاره لاثباتها‏، ومعني قوله‏(‏ تعالي‏):‏ وتري الارض هامده اي جافه‏، قاحله لا نبات فيها‏، يقال‏(‏ همدت‏)‏ الارض‏(‏ تهمد‏)(‏ همودا‏)‏ اي يبست ودرست‏، و‏(‏همد‏)‏ الثوب اي بلي‏.‏
وقد وردت الصفه‏(‏ هامده‏)‏ مره واحده في القران الكريم‏، وجاءت بنفس المعني بالتعبير‏(‏ خاشعه‏)‏ في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ومن اياته انك تري الارض خاشعه فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتي انه علي كل شيء قدير ‏(‏فصلت‏:39)‏
‏(2)‏ اهتزت‏:‏ هذا الفعل بهذه الصياغه وفي نفس المعني جاء في كتاب الله مرتين‏(‏ فصلت‏:39، والحج‏:5)، كما جاء بصيغه الامر‏(‏ هزي‏)‏ مره واحده‏(‏ مريم‏:25)، وفي صيغه المضارع‏(‏ تهتز‏)‏ مرتين‏(‏ النمل‏:10، القصص‏:31).‏
ومعني اهتزت هنا‏:‏ انتفضت وتحركت في راي العين‏، يقال‏:(‏ هز‏)‏ الشيء‏(‏ فاهتز‏)‏ اي حركه فتحرك بشده‏، لان‏(‏ الهز‏)‏ هو التحريك الشديد‏، و‏(‏الهزه‏)‏ الارضيه هي الزلزله‏، وهي ايضا النشاط والارتياح‏.‏
‏(3)‏ و‏(‏ربت‏):‏ اي زاد حجمها فانتفخت وعلت‏، يقال في اللغه‏:(‏ ربا‏)‏ الشيء‏(‏ يربو‏)(‏ ربوا‏)‏ اي زاد ونما‏، و‏(‏الربوه‏)‏ و‏(‏الرابيه‏)‏ ما ارتفع من الارض‏، وكذلك‏(‏ الرباوه‏)، و‏(‏الربا‏)‏ الزياده في كل من المال والسلع بغير مقابل‏، يقال‏:(‏ اربيت‏)‏ اذا اخذت اكثر مما اعطيت‏، ويقال‏:(‏ اربي‏)‏ عليه بمعني ارتفع عنه فاشرف عليه‏، و‏(‏الربو‏)‏ هو مرض النفس العالي‏، ويقال‏:(‏ ربا‏)‏ اذا اخذه مرض‏(‏ الربو‏)، ويقال‏(‏ رباه‏)(‏ تربيه‏)‏ و‏(‏ترباه‏)‏ اي تعهده بالرعايه والعنايه حتي‏(‏ نما‏)‏ وهذا لكل ما‏(‏ ينمي‏)‏ كالولد‏، والزرع‏، ونحوه‏.‏

اقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏ ‏...‏ وتري الارض هامده فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ مانصه‏:(‏ وتري الارض هامده‏)‏ هذا دليل اخر علي قدرته تعالي علي احياء الموتي‏، كما يحيي الارض الميته الهامده وهي المقحله التي لا ينبت فيها شيء وقال قتاده‏:‏ غبراء متهشمه‏، وقال السدي‏:‏ ميته‏,(‏ فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج‏):‏ اي فاذا انزل الله عليها المطر‏(‏ اهتزت‏)‏ اي تحركت بالنبات وحييت بعد موتها‏,(‏ وربت‏)‏ اي ارتفعت لما سكن فيها الثري‏، ثم انبتت مافيها من ثمار وزروع‏، واشتات النبات في اختلاف الوانها وطعومها‏، وروائحها واشكالها ومنافعها‏، ولهذا قال تعالي‏:(‏ وانبتت من كل زوج بهيج‏)‏ اي حسن المنظر طيب الريح‏...‏

وجاء في تفسير الجلالين مانصه‏:(‏ وتري الارض هامده‏)‏ اي يابسه‏(‏ فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت‏)‏ تحركت‏(‏ وربت‏)‏ ارتفعت وزادت‏(‏ وانبتت‏),(‏ من‏)‏ زائده‏(‏ كل زوج‏)‏ صنف‏(‏ بهيج‏)‏ حسن‏.‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمه واسعه‏)‏ ما نصه‏:‏ والهمود درجه بين الحياه والموت‏.‏ وهكذا تكون الارض قبل الماء‏، وهو العنصر الاصيل في الحياه والاحياء‏.‏ فاذا نزل عليها الماء‏(‏ اهتزت وربت‏)‏ وهي حركه عجيبه سجلها القران قبل ان تسجلها الملاحظه العلميه بمئات الاعوام‏، فالتربه الجافه حين ينزل عليها الماء تتحرك حركه اهتزاز وهي تتشرب الماء وتنتفخ فتربو ثم تتفتح بالحياه عن النبات من كل زوج بهيج وهل ابهج من الحياه وهي تتفتح بعد الكمون‏، وتنتفض بعد الهمود‏، وهكذا يتحدث القران عن القرابه بين ابناء الحياه جميعا‏، فيسلكهم في ايه واحده من اياته‏.‏ وانها للفته عجيبه الي هذه القرابه الوثيقه وانها لدليل علي وحده عنصر الحياه‏، وعلي وحده الاراده الدافعه لها هنا وهناك‏، في الارض والنبات والحيوان والانسان‏.‏
وجاء في صفوه البيان لمعاني القران‏(‏ علي كاتبه من الله الرضوان‏)‏ مانصه‏:(‏ وتري الارض هامده‏)‏ يابسه لا نبات فيها‏، يقال‏:‏ همدت الارض تهمد همودا‏، يبست ودرست‏، وهمد الثوب بلي‏.(‏ اهتزت‏)‏ تحركت في راي العين بسبب حركه النبات‏، يقال‏:‏ هز الشيء من باب رد فاهتز‏، حركه فتحرك‏.(‏ وربت‏)‏ زادت وانتفخت لما يتداخلها من الماء والنبات‏.‏ يقال‏:‏ ربا الشيء يربو ربوا‏، زاد ونما‏، ومنه الربا والربوه‏.‏
‏(‏بهيج‏)‏ نضر حسن المنظر‏، من بهج كظرف بهاجه وبهجه اي حسن‏.‏
وذكر اصحاب المنتخب في تفسير القران الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:...‏ وامر اخر يدلك علي قدره الله علي البعث انك تري الارض قاحله يابسه‏، فاذا انزلنا عليها الماء دبت فيها الحياه وتحركت وزادت‏، وارتفع سطحها بما تخلله من الماء والهواء‏، واظهرت من اصناف النباتات مايروق منظره‏، ويبهر حسنه‏، وتبتهج لمراه‏.‏
وجاء في صفوه التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبه خير الجزاء‏)‏ مانصه‏:(‏ وتري الارض هامده‏)‏ هذه هي الحجه الثانيه علي امكان البعث‏، اي وتري ايها المخاطب او ايها المجادل الارض يابسه ميته لانبات فيها‏(‏ فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت‏)‏ اي فاذا انزلنا عليها المطر تحركت بالنبات وانتفخت وزادت وحييت بعد موتها‏(‏ وانبتت من كل زوج بهيج‏)‏ اي واخرجت من كل صنف عجيب ماسر الناظر ببهائه ورونقه‏...‏

الدلاله العلميه لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏...‏ وتري الارض هامده فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج‏.‏ ‏(‏الحج‏:5)‏
ترد لفظه الارض في القران الكريم بثلاثه معان محدده تفهم من سياق الايه القرانيه وهي اما الكوكب ككل‏، او الغلاف الصخري المكون لكتل القارات التي نحيا عليها‏، او قطاع التربه الذي يغطي صخور ذلك الغلاف الصخري للارض‏.‏
وواضح الامر هنا ان المقصود بالارض في النص القراني الذي نتعامل معه هو قطاع التربه الذي يحمل الكساء الخضري للارض والذي يهتز ويربو بسقوط الماء عليه‏.‏

قطاع التربه الارضيه‏:‏
تتكون تربه الارض بواسطه التحلل الكيميائي والحيوي لصخورها‏، كما تتكون نتيجه تفكك تلك الصخور بواسطه عوامل التعريه المختلفه التي تودي في النهايه الي تكون غطاء رقيق لصخور الغلاف الصخري للارض من فتات وبسيس الصخور علي هيئه حطام مفروط يعرف باسم عادم الصخور‏.‏
وعلي ذلك فان تربه الارض تمثل الطبقه الرقيقه من عادم الصخور الناتج عن تحلل اجزاء من الغلاف الصخري للارض‏، والذي يغطي صخور ذلك الغلاف في كثير من الاحوال‏، سواء كان ناتجا عن تحللها مباشره‏، او منقولا اليها ليغطيها‏.‏ والتربه بذلك تمثل الحلقه الوسطي بين الغلاف الصخري للارض وكلا من غلافيها الهوائي والمائي‏، ولذلك فهي خليط من المعادن التي تفككت من صخور الارض بفعل عوامل التعريه المختلفه‏، ومن المركبات العضويه وغير العضويه الناتجه عن التفاعل والصراع بين تلك النطق الثلاث من نطق الارض‏، او المتبقيه عن الكائنات الحيه التي تعمر قطاع التربه‏، وهي كثيره من مثل البكتيريا‏، والطحالب‏، والفطريات‏، والنباتات بمختلف هيئاتها ومراتبها‏، فالتربه هي مصدر كل الغذاء والماء لحياه النباتات الارضيه لانها وسط تتراكم فيه بقايا كل من العمليات الارضيه‏، والسلاسل الغذائيه‏، والتي تتحلل بواسطه الكائنات الدقيقه التي تزخر بها التربه والتي تجهز بنشاطاتها كل العناصر اللازمه لنمو النباتات الارضيه‏.‏
وتتكون التربه الارضيه اساسا من معادن الصلصال‏، والرمال‏، واكاسيد الحديد‏، وكربونات كل من الكالسيوم والمغنسيوم‏.‏ وبالاضافه الي التركيب الكيميائي والمعدني لتربه الارض فان حجم حبيباتها ونسيجها الداخلي له دور مهم في تصنيفها الي انواع عديده‏، وتقسم التربه حسب حجم حبيباتها الي التربه الصلصاليه‏، والطمييه‏، والرمليه‏، والحصويه‏، واكثر انواع التربه انتشارا هي خليط من تلك الاحجام‏.‏

ويقسم قطاع التربه من سطح الارض الي الداخل الي النطق الاربع التاليه‏:‏
‏(1)‏ نطاق السطح الارضي او‏(‏ نطاق‏O)‏ وهو غني بالمواد العضويه من مثل اوراق الاشجار وفتات زهورها‏، وثمارها‏، واخشابها‏، وتزداد فيها نسبه المواد الدباليه‏(Humus)‏ اي العضويه المتحلله من اعلي الي اسفل‏.‏
‏(2)‏ نطاق التربه العليا‏(‏ او نطاق‏A-)‏ وتتكون اساسا من فتات المعادن الخشن نسبيا‏، ولكنها تزخر بالنشاط العضوي مما يزيد من محتواها في المواد الدباليه والتي تصل الي‏30%‏ من مكوناتها في بعض الحالات‏.‏
‏(3)‏ نطاق ما تحت التربه العليا‏(‏ او نطاق ‏B)‏ وهو نطاق يتجمع فيه كثير من العناصر والمركبات التي تحملها المياه الهابطه من السطح الي اسفل من النطاقين العلويين‏، ولذا يعرف باسم نطاق التجمع ومع كثره هبوط حبيبات الصلصال الدقيقه من النطاقين العلويين الي نطاق ما تحت التربه او نطاق التجمع هذا‏، فانه يحتفظ بالماء الهابط اليه من سطح الارض‏.‏
وتمثل النطق الثلاثه‏(O+A+B)‏ ما يسمي التربه الحقيقيه وهي التي تزخر بالعمليات الحيويه‏، وبكل صور الحياه التي تشتهر بها تربه الارض وتمتد اليها جذور النباتات من فوق سطحها‏.‏

‏(4)‏ نطاق الغلاف الصخري للارض متاثرا ببعض عمليات التجويه‏، وهذه النطق لا تتمايز بهذا الوضوح الا بعد تمام نضج قطاع التربه‏، فكثيرا ما تتكدس في نطاق واحد‏.‏
وتمثل مجموعه النباتات الدقيقه من مثل البكتيريا‏، والفطريات‏، والطحالب اهم انواع الحياه في تربه الارض‏، وتشكل البكتيريا اغلبها‏(‏ نحو‏90%).‏ وتنقسم بكتيريا التربه الي ذاتيه التغذيه‏، وغير ذاتيه التغذيه‏، ومن الصنف الاول بكتيريا العقد الجذريه وقد اعطاها الله‏(‏ تعالي‏)‏ القدره علي تثبيت غاز النيتروجين وتحويله الي مركبات نيتروجينيه مهمه في التربه ولذا تعرف باسم بكتيريا النيتروجين‏، وهناك بكتيريا الايدروجين‏، وبكتيريا الكبريت‏، وبكتيريا الحديد وغيرها وهي تلعب دورا مهما في تزويد التربه بالاغذيه المناسبه للنباتات الارضيه‏، واستكمالا لهذا الدور المهم‏، فان البكتيريا غير ذاتيه التغذيه تقوم بتكسير المواد العضويه المعقده من مثل المواد السيليولوزيه والكربوهيدراتيه‏، والبروتينيه والدهنيه وتحويلها الي مواد يستطيع النبات الاستفاده بها‏.‏

كيف تربو هذه التربه الارضيه بانزال الماء عليها؟
يتكون جزئ الماء من اتحاد ذره اكسجين واحده مع ذرتي ايدروجين برابطه قويه لايسهل فكها‏، وتربط هذه الذرات مع بعضها البعض بشكل زاو‏، له قطبيه كهربيه واضحه لان كلا من ذرتي الايدروجين يحمل شحنه موجبه نسبيه‏، وذره الاكسجين تحمل شحنه سالبه نسبيه‏، مما يجعل جزئ الماء غير تام التعادل كهربيا‏، والي هذه القطبيه الكهربيه تعود صفات الماء المميزه له من مثل قدرته الفائقه علي الاذابه‏، وعلي التوتر السطحي‏، وشده تلاصق جزئياته مما يجعل له القدره علي التسلق‏(‏ الخاصيه الشعريه‏)، وعلي التكور في هيئه قطرات‏، وعدم امتزاج محاليله امتزاجا كاملا‏.‏ والماء بهذه الصفات الطبيعيه المميزه اذا نزل علي تربه الارض ادي الي اثارتها كهربيا مما يجعلها تهتز وتتنفس ويزداد حجمها فتربو وتزداد‏، وذلك لان تربه الارض تتكون في غالبيتها من المعادن الصلصاليه التي يودي تميوها الي اهتزاز مكونات التربه‏، وزياده حجمها‏، وارتفاعها الي اعلي حتي ترق رقه شديده فتنشق مفسحه طريقا سهلا امنا لسويقه‏(‏ ريشه‏)‏ النبته الطريه النديه المنبثقه من داخل البذره النابته المدفونه بالتربه‏.‏

ومن اسباب اهتزاز التربه وانتفاشها وربوها مايلي‏:‏
‏(1)‏ تتكون التربه اساسا من المعادن الصلصاليه‏، ومن صفات تلك المعادن انها تتشبع بالتميو اي بامتصاص الماء مما يودي الي زياده حجمها زياده ملحوظه فيودي ذلك الي اهتزازها بشده وانتفاضها فتودي الي اهتزاز التربه بمجرد نزول الماء عليها‏.‏
‏(2)‏ تتكون المعادن الصلصاليه من رقائق من اكاسيد السيليكون والالومنيوم تفصلها مسافات بينيه مملوءه بجزيئات الماء والغازات‏، وعند التسخين تطرد هذه الجزيئات‏، فتنكمش تلك الرقائق بطرد هذه الجزيئات البينيه‏، وعند اضافه الماء اليها تنتفض‏، وتهتز وتربو نتيجه لملء المسافات البينيه الفاصله لرقائق المعدن بالمياه‏.‏
‏(3)‏ نظرا لدقه حجم الحبيبات الصلصاليه‏(‏ والتي لايتعدي قطرها واحد علي‏256‏ من الملليمتر اي اقل من‏0.004‏ من الملليمتر‏)‏ وهي المكون الرئيسي لتربه الارض‏، فان اختلاط الماء بتلك التربه يحولها الي الحاله الفرديه وهي حاله تتدافع فيها جسيمات الماده بقوه‏، وباقدار غير متساويه في كل الاتجاهات‏، وعلي كل المستويات في حركه دائبه تعرف باسم الحركه البراونيه نسبه الي مكتشفها‏، وهي من عوامل اهتزاز التربه بشده وانتفاضها‏، وكلما كان الماء المختلط بالتربه وفيرا باعد لمسافات اكبر بين حبيبات التربه‏، وزاد من سرعه حركتها‏.‏
‏(4)‏ تتكون المعادن الصلصاليه اساسا من سيليكات الالومنيوم الممياه‏، وهذا المركب الكيميائي له قدره علي احلال بعض ذرات الالومنيوم بذرات قواعد اخري مثل المغنيسيوم والكالسيوم‏، وكنتيجه لاحلال ذرات الالومنيوم بذرات غيرها من العناصر ترتبط بعض الايونات الموجبه الشحنه مثل الصوديوم والكالسيوم علي حواف واسطح راقات الصلصال لمعادله الشحنات السالبه الناتجه عن احلال ذره الالومنيوم الثلاثيه التكافو بذره الكالسيوم او المغنيسيوم الثنائيه التكافو‏.‏
والايونات الموجبه مثل ايونات الصوديوم والكالسيوم سهله الاحلال بقواعد اخري مما يحدث اهتزازا عنيفا في مكونات رقائق الصلصال في وجود جزئ الماء القطبي الكهربيه‏.‏
‏(5)‏ ان العمليات المعقده التي كونت تربه الارض عبر ملايين السنين اثرتها بالعديد من العناصر والمركبات الكيميائيه اللازمه لحياه النباتات الارضيه‏، كما ان الكائنات الحيه الدقيقه والكبيره التي اسكنها الله‏(‏ تعالي‏)‏ تربه الارض لعبت ولاتزال تلعب دورا هاما في اثرائها بالمركبات العضويه وغير العضويه‏، وعند نزول جزيئات الماء ذات القطبيه الكهربيه‏، واذابتها لمكونات التربه فان ذلك يودي الي تاين تلك المكونات‏، والي تنافر الشحنات المتشابهه علي اسطح رقائق الصلصال وفي محاليل المياه مما يودي الي انتفاض تلك الرقائق واهتزازها بشده‏.‏
‏(6)‏ تحمل الرياح‏، والطيور‏، والحشرات‏، والكائنات الدقيقه الي التربه بذور العديد من النباتات خاصه مما يسمي بالبذور المجنحه والابواغ والجراثيم وحبوب اللقاح التي تحملها الرياح لمسافات بعيده‏، وعندما ينزل الماء علي التربه الارضيه وتستقي منه تلك البقايا النباتيه القابله للانبات مثل البذور فتنشط اجنتها‏، وتتغذي علي المواد المذابه في مياه التربه فانها تنمو‏، وتندفع جذورها الي اسفل مكونه المجموعات الجذريه لتلك النابتات‏، وتندفع سويقاتها‏(‏ ريشتها‏)‏ الي اعلي مسببه اهتزازات عنيفه لمكونات التربه‏.‏
‏(7)‏ مع ازدياد هطول الماء علي التربه تنتعش كل صور الحياه فيها من البكتريا‏، والفطريات‏، والطحالب‏، وغيرها‏، كما تغلظ المجموعات الجذريه للنباتات القائمه علي سطح الارض‏، ويودي النشاط الحيوي لكل من هذه الكائنات الي زياده حجم التربه‏، والي زياده الانشطه الكيميائيه والفيزيائيه فيها مما يودي الي انتفاض مكوناتها واهتزازها‏، وربوها‏، وكثره الانبات فيها‏، وقد صورت هذه المراحل بالتصوير البطئ واثبتت الصور صدق القران الكريم‏، في كل مااشار اليه في هذه القضيه‏.‏
وهذه حقائق لم يدركها الانسان الا في العقود القليله الماضيه‏، وورودها في كتاب الله المنزل من قبل الف واربعمائه سنه بهذه الدقه العلميه‏، والتسلسل التطبيقي‏، المنطقي‏:.....‏ وتري الارض هامده فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ‏(‏الحج‏:5)‏
وتكرار المعني في مقام اخر من كتاب الله حيث يقول‏ (‏ عز من قائل‏):‏
ومن اياته انك تري الارض خاشعه فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتي انه علي كل شئ قدير  ‏(‏فصلت‏:39)‏
ان هذا كله لمن ابلغ الدلائل علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق‏، وان هذا النبي الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بوحي السماء‏، ومعلما من قبل خالق السماوات والارض
فالحمد لله الذي انزل القران بعلمه‏، علي خاتم انبيائه ورسله‏، وتعهد بحفظه فحفظه علي مدي اربعه عشر قرنا او يزيد‏، وانزل فيه قوله الحق مخاطبا نبيه الخاتم ورسوله الخاتم فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏  لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكه يشهدون وكفي بالله شهيدا ‏(‏النساء‏:166)‏
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد‏، سيد الاولين والاخرين‏، وامام النبيين والمرسلين‏، وهادي الخلق اجمعين الي الدين القويم‏، من لدن بعثته الشريفه والي يوم الدين وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته في الاولين والاخرين‏.‏

إرسال تعليق